ضعف إسرائيلي بسوريا للغياب الأميركي الأسير عبد الناصر عيسى


تم النشر 27 نوفمبر 2017


عدد المشاهدات: 1365

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


تكررت في الأسابيع الأخيرة الشكوى الإسرائيلية العلنية، على لسان العديد من الخبراء والمحللين والمسؤولين السابقين، من موقف الولايات المتحدة الأميركية من تطورات الأوضاع في سوريا، وتحديداً من حيث ضمان المصالح الإسرائيلية في سوريا وخاصة التهديد الإيراني على الحدود، كما جاء على لسان مراسلي القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي 24-11-2017 بأن أميركا غائبة في سوريا وتركت "إسرائيل" وحدها تقريبا في مواجهة المخاطر.

إن عدم استطاعة "إسرائيل" أن تكون لاعبا مؤثرا في تطور الأوضاع على حدودها الشمالية، قد عبر تعبيرا دقيقا عن أحد أهم العوامل المركزية في ضعف الأمن القومي الإسرائيلي، وهو عدم قدرتها على الوصول وحدها للاكتفاء الذاتي الكامل، وذلك على الرغم مما يتوفر لها من إمكانيات هائلة كسلاح جو متطور جدا وميزانية "دفاع" تصل إلى حوالي 70 مليار شيكل سنويا.

يمكن القول: إن أحد أهم عناصر الأمن القومي الإسرائيلي هو حاجة "إسرائيل" لرعاية مستمرة من قوة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية، ليس فقط في المجال العسكري حيث تضمن أميركا التفوق النوعي والتكنولوجي الإسرائيلي على كل دول المحيط العربي، أو المجال الاقتصادي حيث الدعم الأميركي يضمن استمرارية وجود الكيان الصهيوني بل أيضا -وهو الأهم- في هذه الحالة في المجال السياسي والدبلوماسي.

لقد ظهر الفشل الإسرائيلي والناتج عن الضعف الأميركي في عدم قدرة "إسرائيل" على تحقيق أهدافها في المسألة السورية، حيث كانت ترغب في استمرار حالة الاستنزاف المستمرة لفترة أطول، وفي السماح لها بحرية أكبر في تنفيذ نشاطاتها العسكرية، وتحديدا في ضرب أهداف في سوريا تعتبرها تهديدا خطيرا لأمنها القومي، حيث تم تقييدها باتفاق "آلية منع الاحتكاك" الذي تم عقده مع الروس.

لقد كان للغياب الأمريكي -النسبي-في سوريا أثر كبير أيضاً على قدرة "إسرائيل" تحقيق مطالبها في الاتفاق الروسي الأميركي الأردني 8\11\2017، حيث فشلت في تضمين الاتفاق جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، أو في أن تتضمن التفاهمات السرية الملحقة بالاتفاق، ضمانات روسية بإبعاد القوات المؤيدة لإيران مسافة 50-70كم عن حدود الجولان.

وهكذا فقد أظهرت الحالة السورية نقطة ضعف جوهرية في الأمن القومي الإسرائيلي؛ وهي حاجة "إسرائيل" الملحّة والدائمة للعناية والرعاية الأميركية، وهو الأمر الذي يحاول بعض السياسيين السطحيين في "إسرائيل" إخفاءه لاعتقادهم أنه يمس بالفخر والمعنويات الإسرائيلية.

 




- انشر الخبر -