هل تدفع التهديدات الإيرانية "إسرائيل" للمزيد من التسلح؟


تم النشر 25 نوفمبر 2017


عدد المشاهدات: 1470

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


ترجمة عكا للشؤون الإسرائيلية +-
روني بن يشاي
صحيفة "يديعوت أحرونوت"

تهديدات إيران - حزب الله في سوريا هي من الأسباب التي دفعت ليبرمان للمطالبة بزيادة ميزانيات وزارته في الآونة الأخيرة: 

الجيش لا يعارض زيادة الميزانية، لكن قيادة الجيش معنية بعدم الإبتعاد عن خطة "جدعون" التي وضعها رئيس الأركان آيزنكوت. وليبرمان الذي يصارع بكل قواه للحصول على زيادة في ميزانيات وزارته، يتذرع بالتهديدات الإيرانية وتهديدات حزب الله في سوريا، وهل ستحدث حرب أكبر من حرب لبنان الثانية؟

المطالب المفاجئة التي طالب بها وزير الجيش "ليبرمان" لزيادة ميزانيات وزارته، هي فقط الجزء الأخير المظلم بالإعلام الإسرائيلي، فهناك أسباب خطيرة وكثيرة، خلف هذه المطالب، والتي بحسب تقديرات المنظومة الأمنية تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حال حدوث حرب على الجبهة الشمالية.

المنظومة الامنية الإسرائيلية، تقدر ان تهديدات إيران وحلفائها في سوريا، تستطيع أن تكبد الجبهة الداخلية المدنية، والعسكرية في إسرائيل، خسائر كبيرة في الأرواح، في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية، أكثر من أي حرب سابقة.

وبحسب هذه التقديرات، فإن التهديدات القادمة من إيران في سوريا، سوف تتزايد خلال الأعوام القليلة القادمة، وقد ترفع من نسبة الإصابات والخسائر في الأرواح بين صفوف الإسرائيليين في حال اندلاع حرب، ويعود ذلك ليس لكمية الصواريخ والقذائف التي ترسلها أيران لحزب الله، انما لدقة هذه الصواريخ، وقدارتها التدميرية. وهذه هي الأسباب الحقيقية الكامنة خلف مطالبة "ليبرمان" بزيادة ميزانيات وزارة الجيش

رئيس هيئة الأركان، وقيادة الجيش الإسرائيلي، ليسوا معارضين لهذه المطالب، لكنهم يؤيدون ذلك على خجل، وكبار ضباط هيئة الأركان متفقون مع ليبرمان ووزارته على مسالة التهديدات الخطيرة المنعكسة على الجبهة الداخلية من طرف إيران بسوريا، لكنهم يؤمنون أن لدى الجيش الإسرائيلي، وسائلا وطرق متعددة لمحاربة أي تهديد من الجهة الشمالية، ولا يوجد أي مبرر لزيادة الميزانيات.

خلف الأسباب الحقيقية للمطالبة بزيادة 3.8 مليار شيكل على ميزانيات وزارة الجيش، هنالك عدة أسباب وتطورات استراتيجية، في الوضع الأمني الإسرائيلي، وهي : كمية الصواريخ التي يمتلكها حزب الله, ونسبة الدقة لهذه الصواريخ ، والقدرة التدميرية لهذه الصواريخ . 

حزب الله سيعتمد في المرة القادمة على الصواريخ القليلة والدقيقة القادرة على إحداث نسبة ضرر عالية، وخسائر كبيرة في الارواح، بدلا من القصف المتواصل لصواريخ ضعيفة، وسيسعي لضرب أهداف قليلة لكن مختارة وحساسة. وسيعمل على ايقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر، والأضرار الاستراتيجية ، وشل منظومة الحياة المدنية، بعدد قليل من الصواريخ، وبأقل من الأعداد التي استخدمها في الحروب السابقة.

فهو نجح بأن يطور نسبة الدقة في صواريخه، بواسطة تركيب منظومة GPS على هذه الصواريخ، وبمساعدة الصناعات العسكرية الإيرانية، نجح كذلك في زيادة القدرات التدميرية لهذه الصواريخ. وهذا سيضع عقبة كبيرة أمام سلاح الجو الإسرائيلي في حماية الجبهة الداخلية، أو حتى مهاجمة الطرف الآخر.

الصعوبات التي سيوجهها الجيش الإسرائيلي:

أما التطور الاستراتيجي الثاني، الذي يقف خلف مطالبة "ليبرمان" بزيادة ميزانيات وزارته هو الجبهة السورية، والتواجد العسكري الإيراني بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وفي حال نجاح إيران من تمكين سيطرتها على بعض المناطق السورية ، فنحن سنكون داخل مصيدة في أي حرب مستقبلية. سوريا و وإيران وحزب الله من ثلاثة جهات.

وهذه الأسباب أكثر خطورة من دقة صواريخ حزب الله، وما يترتب عليها هو أن على الجيش الإسرائيلي أن يوزع مجهوداته الحربية على أكثر من جبهة هجومية، بدلا من تركيز الهجوم على جبهة واحدة. وربما يواجه معارك برية وجوية ، بدلا من القيام بالهجوم الجوي فقط، وستضطر قيادة الجيش، لإرسال القوات لخوض معارك برية وجوية ليس فقط في لبنان، ولكن في سوريا، وليس فقط ضد حزب الله، ولكن ضد الجيش السوري، والجيش الإيراني، وكل هؤلاء سيعملون على إمطار صواريخهم على عمق الجبهة الداخلية، وستكون "تل ابيب"، ووزارة الجيش، وربما معامل التكرير ومصانع الأمونيا والعديد من المصالح الحساسة هدفا لهم.

الوجود العسكري الروسي في سوريا:

أمام التطور الاستراتيجي الثالث فهو الوجود العسكري الروسي في سوريا، ويمكن القول إن هذا التواجد يقلص امكانية عمل سلاح الجو في المجال الجوي السوري، لو تطلب الأمر مهاجمة سوريا في أي حرب قادمة، وستكون طائرات ومقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي عرضة للمضادات الارضية الروسية التي امتلكها الجيش السوري مؤخرا، مثل منظومة مضادات الطيران الروسية الحديثة (SA-22).

وبالإضافة الى هذه المعوقات، فإن حجم الصواريخ الدقيقة، والخسائر المترتبة عليها ، قد لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إسكات صواريخ العدو من الجو أو من البر، بسبب التواجد العسكري الروسي في الأراضي السورية .

ما العمل ؟

من هنا يتضح أن الجبهة الداخلية في إسرائيل بحاجة الى حماية اضافية، ودفاعات فعالة، ضد الصواريخ الدقيقة والمدمرة وبعيدة المدى، والتي يمتلك حزب الله المئات منها، وقد تزيد خلال السنوات القادمة، لذلك يجب زيادة عدد الصواريخ المضادة لهذه الصواريخ، والقادرة على اعتراضها بدقة، وسرعة في أي مواجهة قادمة.

وكذلك وتطوير منظومة الاعتراض الخاصة بالصواريخ لدى الجيش الإسرائيلي، تحديدا منظومة "مقلاع داوود" ، و"العصا السحرية "، و"حيتس2 و3 ". وذلك لأن صواريخ جزب الله وإيران متطورة وقوية، وذات قدرة تدميرية عالية، وقادرة على الوصول الى الأهداف بدقة، والتسبب بخسائر مادية وبشرية كبيرة.

وكذلك علينا أن نمتلك طائرات هجومية ذات قدرة على القصف الجوي من بعيد، واصابة الأهداف بدقة، حتى لا تكون عرضة للدفاعات الجوية الارضية، الروسية والإيرانية في سوريا.

 




- انشر الخبر -