البطاطا الحمراء.. "المذاق الحلو" المدفون في أرض غزة


تم النشر 25 نوفمبر 2017


عدد المشاهدات: 1880

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


خانيونس - نور الدين الغلبان - المركز الفلسطيني للإعلام +-
ما أن يقترب موسم الشتاء، حتى يبدأ موسم جديد يعد مصدر رزق للمئات من العائلات التى أنهكها سوط الحصار وجلد الأقرباء.

فعلى آلة أشبه بالجرار الزراعي، يصعد أحد عمال المزارع جهاد زقماط "أبو إبراهيم"؛ للبدء بحصاد محصول البطاطا الحلوة، بعد أن تأخرت عن موعدها بسبب سعرها المنخفض في الأسواق.

أكلة مفضلة

وتعدّ البطاطا الحمراء من الأكلات المفضلة لدى الغزيين؛ خاصة مع اقتراب موسمها؛ حيث يقوم البعض بطهيها في أفران الطابون بعد الانتهاء من الخبز، والبعض الآخر يشويها على أفران الغاز، وآخرون يسلقونها بما يعرف ب"العسلية".


وفي إحدى محررات خانيونس تقع محررة عين جالوت التى لا تبعد مئات الأمتار عن شاطئ البحر؛ ممتلئة بخيرات زراعية وفيرة، نظرا لجودة التربة والمياه؛ حيث تحتاج البطاطا الحمراء لتربة خصبة.

ويبدأ عمال أبو إبراهيم جمع ثمار البطاطا بعد أن يخرجها الجرار من الأرض عبر شفرات خاصة، حيث يبدأون بتعبئتها في ما يعرف ب"البكسة"، من أجل التجهيز لبيعها في الأسواق المحلية.

ويَفتح العمل في البطاطا والزراعة الفرص لمئات العمال؛ حيث يتم العمل فيها بنظام الساعة، والتى تقدر ب5 شواكل، فمتوسط نصيب العامل الواحد 30 شيكلا (أي ما يعادل  10 دولارات).

وحسب زقماط فإنه يتم استيراد أشتال البطاطا الحلوة من "إسرائيل"، حيث يبلغ سعر الشتلة الواحدة 10 دولارات.


وأوضح أن الشتلة الواحدة من البطاطا تولد أشتالا أخرى حيث يتم قصها وزراعتها في أماكن أخرى، مشيرا أن الشتلة الواحدة تنتج من كيلو ونصف إلى 2 كيلو من البطاطا.

وحول المساحة التى يقوم بزراعتها، أشار لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أنه استأجر قطعة أرض تبلغ 300 دونم داخل محررة عين جالوت، ويزرعها بالبطاطا المالحة والبصل إلى جانب البطاطا الحلوة.

ويبدأ موسم زراعة البطاطا الحلوة في شهري إبريل ومايو من كل عام، حيث تستخدم الطرق التقليدية في الزراعة.


التصدير إلى الضفة

ومع اقتراب موعد العمل يبدأ العامل محمد الشاعر بمسح حبات العرق المنثورة على بشرته القمحية، مجهزا نفسه ليوم آخر شاق في العمل في حصاد البطاطا.

وأوضح الشاعر أنه تحصل على مبلغ 35 شيكلا في هذا اليوم، حيث عمل لخمس ساعات متواصلة في القطيف، معربا عن أمله بأن تتحسن أحوال القطاع، وينتهى الانقسام ليتمكن من الحصول على عمل يعيل به أبنائه الأربعة.


ويعود زقماط للحديث بعد أن انتهى من ملأ شاحنته بثمار البطاطا، استعدادا لبيعها داخل أسواق القطاع، موضحا أنه يصدر أيضا البطاطا إلى الضفة الغربية عبر معبر كرم أبو سالم.

وأشار إلى أنه يصدر حوالى 1000 طن من البطاطا لأسواق الضفة، فيما يتم بيع حوالى 500 طن داخل أسواق القطاع.

ويبلغ سعر الكيلو الواحد من البطاطا الحلوة داخل الأسواق المحلية ما يقارب ال2 شيكل، فيما تبلغ سعر البكسة حوالى 15 شيكلا.

ويعانى المزارعون بشكل كبير من آثار الحصار المفروض على قطاع غزة طيلة 11 عاما، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يزيد من أعباء التشغيل واضطرارهم لتشغيل المولدات لتشغيل الآبار وري مزروعاتهم.
 

 

 

 

 




- انشر الخبر -