دلال المغربي.. فدائية تؤرق الاحتلال وتكشف ازدواجية الأمم المتحدة


تم النشر 04 يونيه 2017


عدد المشاهدات: 1829

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


نحو 40 عاما مضت على استشهاد الفدائية الفلسطينية دلال المغربي، ولا يزال اسمها يطارد المحتلين الصهاينة ويثير غيظهم.

وفي بلدة برقة شمال مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، وجد الاحتلال ضالته بمركز شبابي يحمل اسم الشهيدة دلال، ليصب جام غضبه عليه، ويضع كل ثقله لسحب دعم مالي حصل عليه من النرويج.

ضغوط تحجب التمويل

ونجحت الضغوط الكبيرة التي مارسها الاحتلال على النرويج والأمم المتحدة، في خروج وزير خارجية النرويج بورج براند لإدانة وضع شعار وزارته على المركز الذي يحمل اسم الشهيدة دلال- التي قادت عملية فدائية عام 1978 استهدفت حافلة "إسرائيلية" أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجنود والمستوطنين- ومطالبته باستعادة الدعم المالي الذي قدمه للمركز.

ويقول رئيس مجلس قروي برقة السابق سامي دغلس، إن المركز تأسس قبل ستة أشهر بمبادرة نسائية من عضوات المجلس، بالتنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية ولجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة، ضمن برنامج يهدف إلى تقوية مهارات وإمكانيات عضوات المجالس المحلية.

وأوضح دغلس لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الهدف من المركز توجيه اهتمامات شباب البلدة نحو الأنشطة الثقافية والتطوعية، والارتقاء بواقعها نحو الأفضل.

ولفت إلى أن المركز حصل على دعم من النرويج بقيمة 10 آلاف دولار لمرة واحدة لشراء أثاث، وقدمت البلدية مقرا قديما لها لصالح المركز.

تخليد للشهداء

وينوه دغلس إلى أن تسمية المركز جاءت بمبادرة من الشبان المتطوعين، لتخليد اسم الشهيدة دلال بين الأجيال الناشئة، كونها فدائية مقاتلة من أجل حرية شعبها.

ويقول دغلس إنه حتى الآن لم يتصل بهم أحد من النرويجيين بشكل مباشر، مما يشير إلى أن الأمر كله مجرد زوبعة في فنجان، بعد أن حقق الاحتلال ما يصبوا إليه بالتحريض على الفلسطينيين.

ويضيف: "ما فاجأنا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي يعبر فيه عن قلقه من مركز لا تزيد مساحته عن 50 مترا مربعا، في الوقت الذي يتجاهل مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتقه ومنها تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية".

ونتيجة ضغوط الاحتلال، أعلنت الأمم المتحدة وقف دعم المركز بحجة إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي عليه، في موقف يعكس ازدواجية معايير مقارنة بتعاطيها مع مؤسسات تحمل أسماء مجرمي حرب صهاينة.

وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "الأمم المتحدة سحبت دعمها بعد علمها أن المركز سمي على اسم دلال المغربي". وأضاف المكتب "تمجيد الإرهاب أو المعتدين في أعمال إرهابية مروعة غير مقبول تحت أي ظرف"، على حد وصفها.

المفارقة أنه في الوقت الذي يحتج الاحتلال على تسمية المناضلة من أجل الحرية دلال المغربي، فإنه يطلق أسماء مجرمي الحرب من قادته السابقين على الكثير من المؤسسات والشوارع في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، فيما يمر ذلك دون موقف من الأمم المتحدة.

لن نقبل الابتزاز

ويرى دغلس أن موقف وزارة الخارجية الفلسطينية الذي أتى على ذكر المركز في سياق بيان له، أنه غير كاف، وأن المطلوب هو حراك دبلوماسي فاعل، والتواصل مع النرويجيين ودعوتهم لزيارة المركز للاطلاع على حقيقة الأمر عن قرب.

وشدد على تمسك أهالي البلدة بهذا الاسم، وأضاف: "لو خيرونا بين المساعدات والاسم، فسنعيد لهم المساعدات، ولن نقبل بتمويل مشروط، لأن التمويل المشروط هو مقتل للمؤسسات".

وأضاف "إذا قبلنا بتغيير الاسم اليوم، فإن هذا سيفتح شهيتهم لمزيد من الابتزاز، وسيتدخلون غدا في أسمائنا وسيحولون أسماء مدننا وقرانا إلى أسماء توراتية".

كان مجلس قروي برقة ومؤسسات البلدة، أدانوا الحملة الإعلامية والدبلوماسية الشرسة التي شنتها حكومة الاحتلال ضد مركز الشهيدة دلال، وممارسة الضغوط على حكومة النرويج والأمين العام للأمم المتحدة لوقف الدعم عن المركز، والمطالبة بإرجاع الأموال التي دفعت لتأثيثه. 

وأكدوا أن المركز هو مركز مدني برسالة مجتمعية لشباب وشابات عانوا ولا يزالون يعانون من الاحتلال وبطشه.

كابوس يطارد الاحتلال

عند ذكر اسم دلال المغربي، يتبادر إلى الأذهان تلك الفدائية الشابة التي ظلت لسنوات لاحقة كابوسا يطارد الاحتلال.

فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في مخيم اللاجئين صبرا القريب من بيروت من أم لبنانية وأب فلسطيني لجأ إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948، وقادت مجموعة فدائية لتنفيذ عملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني في 14 آذار/ مارس عام 1978.

نجحت المجموعة في احتجاز حافلة يستقلها جنود صهاينة وأسرهم، واتجهت بهم نحو "تل أبيب" (داخل فلسطين المحتلة)، وفي الطريق اشتبكت مع قوات الاحتلال لتنتهي بمقتل أكثر من 35 جنديا ومستوطنا، واستشهاد الفدائيين ضمنهم المغربي التي لا يزال الاحتلال يحتفظ بجثمانها حتى الآن.

 




- انشر الخبر -