رفض بريطانيا الاعتذار عن تصريح بلفور والحالة الفلسطينية المنقسمة


تم النشر 27 إبريل 2017


عدد المشاهدات: 1879

أضيف بواسطة : أ.محمد سالم


أحمد أحمد مصطفى الأسطل

 

لا زالت عنجهية بريطانيا (العظمى) موجودة، ولا زالت تفتخر بما قامت به من حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الطبيعي في تقرير مصيره، وإنشاء دولة لليهود من حسابهم، ولكنها قد تبرر ما فعلته سابقا بعدم قدرة الشعب الفلسطيني على إدارة شؤونه، وقد كانت هذه هي مهمة الدولة المنتدبة، والانقسام الفلسطيني اليوم يعزز هذه النظرية!

كنت أتوقع وما زلت أن تبدي حركة حماس مرونة أكثر باتجاه المصالحة، ولربما سياستها هذه قد تدفع باتجاه احراج الرئيس أكثر منه إحراجا لها خاصة أن الرئيس يرتكز في هذه المرحلة على سياسة الإحراج لحركة حماس وإرباكها، والناس بقطاع غزة أحوج  ما يكونون لمبادرات تخرج الحالة من ركودها.

من الطريف المبكي المضحك عندما يقوم قادتنا بتوصيف التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ولا يدفعون تجاه مواجهتها ولو قيد أنملة!

فمثلا يوصف القيادي بحركة حماس خليل الحية حالة الاقتتال التي تمر بها المنطقة العربية بأن الخاسر الوحيد منها هي الأمة، ويبين أن القضية الفلسطينية بفعل ما يحدث في المنطقة لم تعد ضمن أولوياتها، ويعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من هذه الحالة بالتمدد في المنطقة، وبالتأكيد ابتلاع الضفة الغربية، ويعقب القيادي بحماس بأنه لا يمكن مواجهة هذا التمدد إلا بالوحدة.

أراه محقا في التشخيص ولكن لم يضع خارطة طريق فعلية لمواجهة هذه التحديات أو خطة استراتيجية تنسجم معها، وهنا تكمن  قمة اللامبالاة في القيادة الفلسطينية بشكل عام.

إن المشاهد لما يحدث من تقديم الرئيس محمود عباس خارطة طريق لإعادة لحمة شقي الوطن من حيث التصميم والإخراج يضعنا أمام احتمالين: إما أنه حرف مسار لأزمة موظفي السلطة الفلسطينية بغزة تجاه حركة حماس، ولربما هنالك سياسة دولية بهذا الاتجاه أو هنالك قوة خفية عززت من مساحة المناورة لدى الرئيس محمود عباس، ولا أظن أن الأمر مرتبط بزيارة الرئيس للرئيس الأمريكي ترامب كثيرا.

 يجب أن تقرأ حماس الواقع؛ فلا يمكن أن تظل في قطاع غزة إلى الأبد مهما زادت من قوتها وترسانتها؛ فهي جزء من المحيط ومتغيراته، ولربما هنالك العديد من  الأوراق التي لم تستخدم بعد!

باعتقادي عندما وضع الرئيس شروطه هي خطة في الغالب لدفع حماس نحو التعنت، فعلى ما يبدو يعرف طبيعتها، ولذلك على حماس أن تًخرج نفسها من الصورة الذهنية التقليدية، وعليها من وجهة نظري الاستجابة لمطالب الرئيس مع التأكيد على تنفيذ المبادرة القطرية.

السيد خالد مشعل يتحدث عن قرب الاعلان عن انتهاء فترة ولايته وبدء ولاية جديدة لقيادة جديدة للمكتب السياسي لحركة حماس، ولربما ستحمل هذه الفترة تحولا جذريا في العمل السياسي لدى حماس، ولا أريد أن أتكلم عن السيناريوهات المحتملة فيما لو استمرت حماس بتعنتها، والأيام وحدها ستكشف القادم.

 

كاتب ومحلل سياسي




- انشر الخبر -