أحمد الزيتونية – إن غرس حب العلم والعناية به من أهم الصفات التي ينبغي أن يتسم بها المعلم، ولعل هذه العبارات الجميلة هي التي اتخذها وسار عليها المعلم نصر محمد سهمود علي مدار سنواته التي عمل بها في سلك وزارة التربية والتعليم العالي والتي استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً سعي فيها لخدمة الطلبة إلي حين إحالته بلوغ سن التقاعد.
حصل الأستاذ نصر سهمود على شهادة الثانوية العامة في القسم العلمي عام 1977 بنسبة 82% ثم أكمل مشواره التعليمي وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها ولغات شرقيه وآدابها من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1982 بمعدل 75%.
ولم يكتف الاستاذ نصر سهمود علي هذه الشهادات العلمية فواصل مسيرته وحصل على دبلوم عام في التربية من جامعة بيت لحم عام 1993 ودبلوم خاص في التربية من جامعة الأزهر بغزة عام 1997
كان طموحة عاليا لإكمال دارسته العليا فكان له ما أراد فحصل علي درجة الماجستير في التربية قسم المناهج وطرق التدريس من جامعة الأزهر بغزة في العام 2003.
أما عن خبراته فعمل الاستاذ نصر سهمود معلماً في مدرسة الكرمل الثانوية للبنين لمدة 12 عاماً من العام 1984 إلي 1996 , والعمل كمشرف تربوي في مديرية التعليم لمبحث اللغة العربية لمدة 10 سنوات من الفترة 1996 إلي 2006, والعمل كنائب فني في مديرية التربية والتعليم شمال غزة لمدة تقريباً عامين وشرقها لمدة خمس سنوات من 2007 إلي 2011 والوسطي ولمدة سنتين ومن ثم مديراً لوحدة القدس في الوزارة لمدة عامين تقريباً ثم وجدت الوزارة فيه الخبرة الواسعة في مجال التدريب وكلف بمدير مكلف للمعهد الوطني للتدريب لمدة ست شهور ثم انتقاله بعد تلك الخبرات الطويلة كمدير لوحدة القدس في الوزارة لمدة ست شهور.
وكمتخصص في اللغة العربية والمجال الذي عمل فيه ارتأت الوزارة أن يكلف كمدير لمجمع اللغة العربية الفلسطيني حتى الإحالة للتقاعد.
كان له دور كبير في الاشتراك في توحيد المناهج كعضو عن معلمي اللغة العربية في مدارس الحكومة والإشراف علي طلاب التربية العملية في الجامعة الإسلامية وجامعة الأقصى والقدس المفتوحة كمحاضر في اللغة العربية.
والاشتراك في إعداد مواد تدريبية في المحتوي والأساليب للصفين ال11 و12 وتدريب المشرفين علي دورة البحث العلمي وغيرها من المجالات التعليمية والتربوية.
حصل الأستاذ نصر سهمود علي عدة دورات مميزة منها خمس دورات في أحكام التلاوة والقراءات شعبه وحفص وقالون والكسائي وابن كثير ودورات متخصصة في الحاسوب والتنمية البشرية والتخطيط ومهارات التفكير.
قدم الاستاذ نصر سهمود عدة نصائح منها الاهتمام بالعلوم الدينية الشرعية الاهتمام بالبحث العلمي والثقافة العامة والطموح للعلا وعدم النظر للخلف.
ولعل من أبرز صفات المعلم المخلص والذي يعتبر عمله رسالة وليس وظيفة هو تفكيره الدائم بطلابه وتذكره الدائم لهم حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي وعلي تلك العبارات استمر الاستاذ نصر سهمود أثناء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في أداء أمانته للطلبة واستمر في تقديم الرسالة التعليمية رغم المضايقات التي واجهته من قبل المحتل وحتى في أيام الإضرابات في الانتفاضة الاولى حيث كانت تمنع حركة السير فيضطر الى السير مسافة طويلة على قدميه – واحيانا على دراجته – من مكان سكناه في حي الشجاعية الى مكان عمله في مدرسة الكرمل وذلك تحديا للاحتلال الذي ما انفك يحاول تجهيل شعبنا.
ويحدثنا الاستاذ نصر سهمود عن طموحة بعد التقاعد انها انطلاقة جديدة في البحث العلمي والقراءة الخارجية.
إما رسالته للمعلمين فهي الإخلاص في العمل وحتى إن ضاقت الظروف المادية والمالية لأن الأجر من الله عز وجل وهو الموفق دائما للخير.
