لم يسبق أن كان وضعنا هكذا- هآرتس


تم النشر 16 أكتوبر 2016


عدد المشاهدات: 1434

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


فلسطين اليوم - ترجمة خاصة

لم يسبق أن كان وضعنا هكذا- هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: رغم أن وضع اسرائيل لم يكن مريحا الى هذا الحد في أي وقت مضى، إلا أنها لم تفعل ما في وسعها من اجل استغلال ذلك بشكل ايجابي والحفاظ على هذا الهدوء - المصدر).

عندما ينظر الجيش الاسرائيلي الى العالم المحيط به يرى واقعا استراتيجيا لم يسبق له مثيل منذ اقامة الدولة. التهديد الايراني النووي مجمد، التهديد العسكري السوري غير موجود، حزب الله غارق في وحل الحرب السورية وفي الوحل السياسي اللبناني، حماس معزولة، لا يوجد خطر من أن يكون تحالف اقليمي قوي يهاجم حدودنا، لا توجد أي مقارنة بين قوتنا وبين القوى المعادية لنا.

مثلما لم يفهموا بعد هنا، فان جزء كبير من العالم العربي هو صديق لنا. عالم جديد من العلاقات التي تحت الارض تسود بين الكثير من الجارات السنية وبين الدولة اليهودية. ويمكن القول بحذر وبضبط للنفس إنه لم يسبق وضعنا مريحا وآمنا الى هذه الدرجة. تفوق جوي واستخباري وتكنولوجي يحول اسرائيل الى جرف من الاستقرار داخل شرق اوسط متفكك.

إن جزءً كبيرا من قصة النجاح للسنوات الاخيرة لا ينبع من العمل الاسرائيلي. براك اوباما هو الذي منح اسرائيل الوقت أمام التهديد الوجودي الايراني لاسرائيل (يمكن الجدل حول الثمن)، الهزة العربية هي التي فككت الجيش السوري وأضعفت اغلبية التهديدات الاخرى على اسرائيل. الحرب في سوريا هي التي أدخلت حزب الله الى الضائقة التنظيمية والسياسية. معارضة العرب المعتدلين للاخوان المسلمين هي التي فرضت الحصار السياسي على حماس. الخشية من الأعداء المشتركين (ايران وداعش) وخيبة الأمل من الحليف المشترك (الولايات المتحدة) هي التي حولت الكثير من الأعداء الى اصدقاء.

إن عدم الاستقرار الاقليمي بالتحديد هو الذي خلق نوع من الاستقرار، الامر الذي يخدم مصالح دولة اسرائيل بشكل جيد.

في المقابل، جزء آخر من قصة النجاح ينبع من العمل الاسرائيلي. اغلبية المعارك غير المتناظرة التي قام بها الجيش في العقد الاخير (2006، 2008، 2012، 2014) لم تكن زاهرة، لكن النتيجة المتراكمة لها كانت عبارة عن ايجاد ردع حقيقي. عملية الجرف الصامد مثلا أوجدت الهدوء في الحدود مع غزة لم نشهد له مثيل خلال 48 سنة. والجيش الاسرائيلي يعمل ايضا بين الحروب. هذه المعركة الصامتة لها نتائج بعيدة المدى. فمن جهة هي تعيق تسلح حزب الله وحماس. ومن جهة اخرى تزيد من التعاون الاقليمي. الهدوء الذي عشناه في رأس السنة العبرية السابقة لم يكن صدفة. فقد نبع من الاعمال المكثفة والمتواصلة للجيش الاسرائيلي.

في السنة القادمة ستحلق فوق الهدوء ثلاث علامات سؤال: ما الذي سيحدث في ايران بعد الانتخابات الرئاسية في أيار 2017، ماذا عن يهودا والسامرة مع التراجع التدريجي لعباس، وماذا سيحدث في قطاع غزة في ظل غياب الأمل. ما زالت ايران هي الظل الاكبر. واذا قرر الجنرال الكاريزماتي، قاسم سليماني، الترشح للرئاسة وتغلب على حسن روحاني، فان نافذة الزمن التي انشأها الاتفاق النووي لاوباما ستضيق جدا. الفلسطينيون هم الخطر الفوري والأقرب. قد يحدث عدم صمت في الضفة، وقطاع غزة هو قنبلة موقوتة فعليا. اذا لم يحدث شيء في المستقبل القريب فيحتمل أن يحدث انهيار شامل يؤدي الى كارثة انسانية حتى العام 2020.

لدى الجيش الاسرائيلي سبب للتفاخر بالسنوات الهادئة والجيدة التي منحها للشعب الاسرائيلي. ولكن قد تكون هناك سنوات تحدٍ. سباق التسلح الاقليمي المجنون وغياب الهدوء الاقليمي اللذان عملا حتى الآن في صالح اسرائيل قد يعملان ضدها مستقبلا. حيث أنه بين سنة عبرية واحدة واخرى يجب طرح نفس الاسئلة لحساب النفس، التي يحظر على الجيش الاسرائيلي أن يسألها: هل فعلنا ما يكفي من اجل استغلال الفترة الذهبية الاستراتيجية الحالية؟ هل نبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرار الهدوء الحالي؟.

الاجابة على هذين السؤالين هي "لا، وألف لا".




- انشر الخبر -