قراءة في اكتشاف النفق الهجومي إبراهيم المدهون


تم النشر 22 إبريل 2016


عدد المشاهدات: 1471


ليس غريبًا أو صادمًا اكتشاف نفق هجومي ما بعد السياج الفاصل؛ فهناك عمل دؤوب من قبل كتائب القسام لنقل المعركة داخل فلسطين المحتلة عام 48، وسبب إعلان الاحتلال ذلك لأنه ببساطة اكتشف شيئا جديدا، والاحتلال منذ انتهاء العصف المأكول قد أدرك خطورة الأنفاق الهجومية على أمنه ومدى تطورها لدى المقاومة، وركز في محاربتها وحشد الطاقات والأموال والتكنولوجيا والدعم الدولي الأمريكي لكشف الأنفاق ومحاولة إبطال مفعولها، ورغم جهده لأكثر من عام ونصف لم يكتشف إلا نفقا واحدا، ويبدو أن هذا النفق يحمل أسرارًا خاصة، لم يتم الكشف عنها كما قالت كتائب القسام في بيانها الصريح.

كما جاء الإعلان الاسرائيلي بهذه البروباغاندا الدعائية لتقليل القلق والخوف الذي سيطر على سكان "غلاف غزة"، وقد لوحظ ازدياد حالات القلق والخوف، وبدأت دعوات وضغوط لإخلاء الغلاف من جهة، أو القيام بعملية عسكرية عدوانية جديدة ضد غزة من جهة أخرى، فيأتي الإعلان الإسرائيلي ليقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية أن العمل والبحث والتنقيب والتكنولوجيا تغني عن دعوات الحرب غير المرغوب فيها.

الأنفاق عبارة عن حرب خفية بين المقاومة من جهة حيث الترتيب والإعداد والبناء، والاحتلال من جهة أخرى، والجيش الاسرائيلي يحاول التكتم على أساليبه في محاربة الأنفاق، كما أن القسام أيضا يخفي ما لديه في ضوء الحرب الاستخباراتية الطاحنة، وأعتقد أن ما تخفيه الحوادث عن الإعلام أكبر، وما يخبئه القسام أخطر.

قد ينتج عن اكتشاف النفق تداعيات على المستوى البعيد، وقد ترسم معادلات جديدة، إلا أن بيان القسام حمل تحدّيًا واضحًا أن ما يمتلكه أكبر وأوسع من أي عملية اكتشاف، ولهذا نحن أمام انتظار وترقب لتطورات دراماتيكية قد تؤدي لتسارع وتيرة الأحداث.

بيان كتائب القسام الأخير الذي يرد به على إعلان الاحتلال اكتشافه لنفق هجومي، فيه لغة ثقة وتصعيد واستعداد لخوض مواجهة جديدة، ويحمل البيان رسالة تحذيرية واضحة للاحتلال بعدم اللعب بالنار، وأن المقاومة جاهزة لخوض مواجهة في حال ارتكب جيش يعلون أو فكر بأي عدوان.

ومع هذا لا أتوقع مبادرة القسام قريبا بعمل عسكري؛ فمقاومتنا في هذه المرحلة تحمل استراتيجية الدفاع عن النفس وحماية لشعبنا ردًّا على العدوان، ومنعًا لأي تقدم ولو أمتارًا قليلة داخل غزة.




- انشر الخبر -