تسخين جبهة غزة والحرب الاستخبارية الخفية أيمن الرفاتي


تم النشر 18 إبريل 2016


عدد المشاهدات: 1579


تسخين جبهة غزة المفاجئ الذي أذهل الغزيين ومن قبلهم مستوطنو غلاف غزة ربما يحمل في طياته معركةً استخبارية وحرباً أمنيةً بين المقاومة وأجهزتها الأمنية وبين الجيش الإسرائيلي وأذرع أمنه، تدار في الخفاء وقد وصلت ذروتها في الفترة الأخيرة.

هذا التسخين الإعلامي جاء بعد تصريحات رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الجيش "عاموس غلعاد"، حول الأوضاع في غزة وتقييماته بشأن حدوث مواجهة أخرى مع حركة حماس، حيث قال إنه يقدر أن الحركة لن تهاجم "إسرائيل" لكنها تواصل استعداداتها ولن تغير استراتيجيتها.

تلى ذلك الإعلان عن تدريب مفاجئ لم يكن معلنا عنه أو مخططا له مسبقاً من الجبهة الداخلية الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة في كيبوتس "ايرز" حيث يعد هذا التدريب الأكبر الذي يدمج جميع القوات سواء الخاصة من الجيش والشرطة الإسرائيلية والدفاع المدني ونجمة داود والموظفين المدنيين.
 


لا شك أن المعركة الأمنية والاستخبارية في أوجها خلال الفترة الأخيرة ومقتل ضابط الشاباك أمير ميموني بطريقة غامضة على حدود غزة وإعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن 4 أسرى لديها ووضع علامة تشير لوجود آخرين، يدفع "إسرائيل" لتجريب كل الطرق لإعادة هؤلاء الجنود وهنا مكمن الحرب التي تدار في الخفاء.
 


هذين الخبرين كان أغلب الظن فيهما أنهما خبران عابران أو اعتياديان سرعان ما تنطفئ جذوتهما كما في السابق، خاصة في ظل عدم وجود تسخين ميداني ظاهر كعمليات إطلاق صواريخ أو اشتباكات على الحدود مع قطاع غزة.

وبعد التصريحات الإسرائيلية أمس وأول أمس المتتالية يظهر أن التصعيد الإعلامي من الجانب الإسرائيلي يحمل في طياته دفعاً وتوجيهاً رسمياً لتسخين جبهة غزة إعلامياً، ربما يكون للتخفيف من فشل أمني كبير مني به الاحتلال خلال الأيام الماضية في ساحة القطاع.

لا شك أن المعركة الأمنية والاستخبارية في أوجها خلال الفترة الأخيرة، ومقتل ضابط الشاباك أمير ميموني بطريقة غامضة على حدود غزة، وإعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن 4 أسرى لديها ووضع علامة تشير لوجود آخرين، يدفع "إسرائيل" لتجريب كل الطرق لإعادة هؤلاء الجنود؛ وهنا مكمن الحرب التي تدار في الخفاء.

من المسلم به أن "إسرائيل" لن تقدم على الدخول في مفاوضات مع حركة حماس حول جنودها في غزة قبل استنفاذ كافة الأوراق والوسائل الأخرى، والعمل الاستخباري وربما العسكري المحدود ليس بعيداً عن حسبان "إسرائيل"، بما في ذلك العمليات الخاصة والإنزال البحري ومحاولة اختطاف قيادات عسكرية أو سياسية بهدف الحصول على معلومات.

ربما يكون تلميح مراسل القناة العبرية العاشرة الإسرائيلية "أوري هلر" حول العثور على نفق للمقاومة عابر للحدود تغطية لعمل أمني في منطقة أخرى، فهو يريد أن تلتفت الأنظار حالياً نحو الأنفاق وخطرها، بينما يعمل الجيش الإسرائيلي في مكان أو مجال آخر داخل قطاع غزة ضمن حربه الأمنية والاستخبارية.

الأيام المقابلة ربما تكون حبلى بمزيد من التصريحات والتسخين على جبهة غزة إلا أن كلا الطرفين غير معني حالياً بالوصول لمعركة جديدة، وعلى الأغلب "إسرائيل" تعمل حالياً بشكل جدي لتحجيم تعاظم قوة حركة حماس بهدف حرمانهم من الحصول على وسائل قتالية تكسر موازين القوى يمكن أن تسبب للجيش الإسرائيلي الكثير من الضرر في أي حرب مقبلة.

لا شك أن الاحتلال يمارس الآن ما يطلق عليه "الحالة الاعتيادية" وفق استراتيجية عمل الجيش الإسرائيلي التي وضعها رئيس هيئة الأركان "غادي ايزنكوت" مؤخراً، التي تعني شن عمليات سرية خفية أو علنية متعددة المجالات تجمع بين النشاط العسكري وخطوات إعلامية واقتصادية هدفها توفير أطول فترة هدوء ممكنة لـ"إسرائيل".




- انشر الخبر -