البحر .. خاصرة غزة التي يفكر فيها الجيش الإسرائيلي أيمن الرفاتي


تم النشر 13 إبريل 2016


عدد المشاهدات: 1457


بعد الحرب الأولى على قطاع غزة 2008/2009 بدأت التصريحات الإسرائيلية بضرورة اجتياح قطاع غزة والوصول لعمق مدينة غزة ولو عبر البحر لضرب مناطق القيادة والسيطرة لحركة حماس بهدف شل قدراتها وإيصالها لمرحلة الانهيار.
 
تبنى الجيش الإسرائيلي سابقاً استراتيجية -وفق الرؤية السياسية لقيادته- خلت جميعها من الحديث عن خيار احتلال قطاع غزة بالكامل نظراً للثمن الكبير الذي سيدفعه الجيش أمامه.

بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة في 2014 تحمل الجيش الإسرائيلي جزءاً كبيراً من المسئولية عن عدم القدرة على تحقيق الأهداف الميدانية التي طلبت منه، ما دفع الكثير من قادته لتبنى استراتيجية جديدة لأي عمل عسكري ضد قطاع غزة بهدف عدم تكرار المواقف السابقة، وكان على رأس من حملوا هذه الاستراتيجية وبدأوا بتنفيذها رئيس هيئة الأركان غادي أيزنكوت.
 


الجيش الإسرائيلي وضع خياراً أمام القيادة السياسية باحتلال قطاع غزة بالكامل والوصول لمراكز القيادة والسيطرة فيه كي لا يلام بالتقصير، إلا أن هذا الخيار الذي ربما يستطيع الجيش تحقيقه بسهولة سيكون كدخول دوامة الطين التي يصعب الإفلات منها. 
 


الجيش الإسرائيلي وضع خياراً أمام القيادة السياسية باحتلال قطاع غزة بالكامل والوصول لمراكز القيادة والسيطرة فيه كي لا يلام بالتقصير، إلا أن هذا الخيار الذي ربما يستطيع الجيش تحقيقه بسهولة سيكون كدخول دوامة الطين التي يصعب الإفلات منها. 

طرح قيادات الجيش الإسرائيلي يصطدم باستعدادات المقاومة الفلسطينية على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، إلا أن هناك منطقة رخوة يفكر فيها الجيش بشكل جدي تتمثل في الدخول للقطاع عبر منطقة البحر. 

عدد من القيادات السياسية الإسرائيلية المتطرفة وعلى رأسهم أفيغدور ليبرمان طرحوا دخول قطاع غزة والوصول لمركز قطاع غزة عبر البحر، إلا أن نتنياهو رفض هذا الاقتراح إبان الحرب على قطاع غزة عام 2014.
 
مكاسب وخسائر 
بعض الأصوات في الجيش الإسرائيلي ترى أن دخول قطاع غزة سيقضي على الخطر الاستراتيجي الذي تمثله حركة حماس، ويؤكدون أن الثمن المرتفع الذي سيدفعه الجيش لا يقارن بحجم الثمنالذي ستدفعه كل "إسرائيل" في ظل تعاظم قدرات حماس القتالية. 

اجتياح قطاع غزة بحرياً ربما لا يكون صعباً، إلا أنه يدخل الجيش الإسرائيلي في منطقة قتال المدن بشكل سريع، وهو ما تبرع فيه المقاومة الفلسطينية، إلا أنه يجنب الجيش مخاطر الأنفاق الدفاعية لدى المقاومة، فلا يمكن للمقاومة أن تقوم بعمليات إنزال خلف القوات الإسرائيلية بحرياً كما فعلت في حرب 2014. 


إن كان هناك خطة للجيش الإسرائيلي بدخول بحري لعمق مدينة غزة فإن ذلك لا يمكن أن يكون منفرداً، وربما يأتي في إطار عملية اجتياح كامل لقطاع غزة، وقد تكون سريعة لأخذ صورة إعلامية ومن ثم الانسحاب ضمن تكتيكات الحرب النفسية. 
 


قادة الجيش يدركون أن "إسرائيل" ستدفع ثمناً باهظاً في حال إقدامها على مثل هذه الخطوة، وستكون هناك خسائر كبيرة في الأرواح، وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين ربما بشكل لن يستوعبه المجتمع الدولي.
 
فيما يرى آخرون بأن السيطرة على شاطئ قطاع غزة ودخول مناطق محددة فيه بإنزال بحري مدرع سيكون بمثابة درع واقي لخاصرة "إسرائيل" البحرية من خطر الوحدات البحرية الخاصة التابعة للمقاومة التي يمكنها الوصول لأي مكان غوصاً ومن ثم اقتحاماً. 

أكبر المخاطر التي قد يعاني منها الجيش الإسرائيلي في حال اجتاح قطاع غزة بحرياً تتمثل في عدم توفر خط عودة لقواته، وهذا الأمر قد يسبب له مشاكل كبيرة في حال تم صد هجوم قواته أو الالتفاف عليها بعد دخولها لمناطق عمق في القطاع. 
إن كان هناك خطة للجيش الإسرائيلي بدخول بحري لعمق مدينة غزة فإن ذلك لا يمكن أن يكون منفرداً، وربما يأتي في إطار عملية اجتياح كامل لقطاع غزة، وقد تكون سريعة لأخذ صورة إعلامية ومن ثم الانسحاب ضمن تكتيكات الحرب النفسية. 

وقد يستخدم الجيش الإسرائيلي عقيدة "الضاحية" في المناطق التي يريد أن يجتاحها من البحر كأن يطلب من السكان إخلاء المنطقة بالتزامن مع كثافة نيران بحرية وجوية ودخول آليات مدرعة بإبرار بحري، إلا أن هذا الأمر يتطلب هجوما متزامنا من الجبهات البرية بشكل أساسي. 

المناطق الساحلية ذات الكثافة السكانية ستكون صعبة على الجيش، وعليه سيتمحور التفكير الإسرائيلي في عمليات إبرار بحري بآليات مدرعة في المناطق المفتوحة بهدف قطع الطرق بين مدن قطاع غزة وجعل كل منطقة مسرح عمليات عسكرية منفصل.




- انشر الخبر -