إعدام خارج القانون خالد معالي


تم النشر 27 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1591


في كل محفل دولي يسارع نتنياهو إلى وصف جيشه بأنه الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم، وبأنه الجيش الذي لا يقهر (جنوده يهربون من سكين مطبخ)، ويحاول جاهدًا في كل مرة ربط الإرهاب و(داعش) بالمقاومة الفلسطينية المشروعة بحسب القانون الدولي.

ما جرى فجر الخميس الماضي من إعدام قوات الاحتلال للشاب الفلسطيني الشهيد عبد الفتاح الشريف من مسافة الصفر في منطقة تل الرميدة في الخليل، أمام (الكاميرات) برصاصتين في الرأس؛ يعد إعدامًا خارج القانون بحسب القانون الدولي، وهي جريمة من بين جرائم كثيرة لم تصور ولم توجد (كاميرا) توثق الجريمة وقتها، لتفضح وتكشف وحشية وجرائم جنود الجيش "الأكثر أخلاقية".

نفي جيش الاحتلال تلقي الجندي مطلق النار تعليمات من الجيش لن يعفي الاحتلال من المسؤولية عن جريمته، وتهديد المستوطنين بقتل الفلسطيني الذي صور الجريمة لن يوقف محاولات الفلسطينيين من إعلاميين ومواطنين لكشف إجرام الاحتلال.

ما بني على باطل فهو باطل، والاحتلال باطل بحسب القانون الدولي، وعلى هذا إن وجود الجيش في الضفة الغربية باطل، وما يقوم به من عمليات باطل، والاحتلال لا يعدم فقط أشخاصًا خارج القانون، بل يعدم شعبًا بأكمله بإصراره على مواصلة البطش والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات.

الجندي الذي أطلق رصاصتين على رأس الشهيد الشريف لم يتصرف من تلقاء نفسه، بل تصرف نتيجة التعبئة الحاقدة التي تلقاها من قادة ومدربي جيش الاحتلال، وتهرب قيادة الجيش من المسئولية لا يجدي نفعًا، ولا يمر على أحد.

ألم يقتل جيش الاحتلال قرابة 400 طفل بغزة في الحرب العدوانية الأخيرة عام 2014م، وتسبب في محو عائلات بأكملها من السجن المدني، نتيجة قصف الطيران العشوائي لمنازل المواطنين في قطاع غزة؟!

نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية "السلام" في الشرق الأوسط وصف عملية الإعدام بالفعل الشنيع، وغير الأخلاقي، الذي لن يغذي سوى المزيد من العنف وتصعيد الموقف المتفجر بالفعل، وقال: "إن بناء مزيد من الجدران والاعتقال الإداري والتدمير العقابي والقيود على الحركة كلها عوامل تغذي الغضب بين الناس، الذين يشعرون بأنهم يلقون بصورة جماعية الإهانة والعقاب والتمييز ضدهم".

نستطيع أن نخرج بعبرة من حادثة استشهاد الشريف وقتله بدم بارد: أن سلاح الإعلام سلاح فعال جدًّا في مواجهة الاحتلال، ولكن _يا للأسف!_ لم يرق المستوى والأداء الإعلاميان الفلسطينيان إلى مستوى الحدث وانتفاضة القدس؛ فلو لم يوجد المواطن الفلسطيني في منطقة الحدث لما صورت جريمة الجندي الحاقد، وبمقارنة ميزانية الإعلام لدى الاحتلال بميزانية الإعلام لدى الفلسطينيين نخرج بنتيجة صادمة وفوارق كبيرة جدًّا، في الوقت الذي فيه نحن الفلسطينيين أصحاب حق وأرض وأخلاق، وهم طغاة ظلمة، ومحتلون مجرمون.

ما لم ينتبه إليه الإعلام الفلسطيني أن نشر صور الشهداء بوضع صعب جدًّا واقتباسها من إعلام الاحتلال لهما تأثير نفسي سلبي على من يفكر مستقبلًا في القيام بأي عملية، ولكن _يا للأسف!_ يتسرع الإعلام الفلسطيني بالاقتباس ويقع في الفخ الإسرائيلي، فكل صورة لها تأثير نفسي، وخبراء الإعلام في كيان الاحتلال والرقابة العسكرية لا يستهان بهما، ومن هنا وجب الحذر، وأخذ العبر والدروس.

فلسطين أون لاين




- انشر الخبر -