تفجيرات بروكسل والتوظيف القذر أ.د. يوسف رزقة


تم النشر 24 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1506


أسفرت تفجيرات بلجيكا عن مقتل (٣٠) مواطنًا، وإصابة (٢٥٠) آخرين تقريبًا. الانفجارات المتزامنة نشرت الرعب في بلجيكا ودول أوروبية أخرى. كانت ردة الفعل الأولى هي إغلاق المطار، وإيقاف حركة المترو، والبحث عن المشتبه بهم، ودخلت جلّ دول الاتحاد الأوروبي في عملية بحث أمني مكثف، وإجراء تبادل معلومات، ومراقبة الحدود، ومراقبة أبناء الجالية الإسلامية، وحدثت حالة من الهستيريا واسعة النطاق على وسائل الإعلام الجديد تحرض على المسلمين، وعلى المهاجرين.

في فرنسا تضامنوا مع بلجيكا وأضاؤوا برج إيفل بالعلم البلجيكي، وتضامنت الإمارات العربية المتحدة مع بلجيكا على الطريقة الفرنسية، حيث غطى العلم البلجيكي برج خليفة. دول كثيرة أعربت عن إدانتها للتفجيرات، وأعربت عن تضامنها مع بروكسل، وكانت تركيا من ضمن هذه الدول، ولكن ثمة استهجان في تركيا من الموقف الفرنسي الذي تضامن بهذا الشكل وهذه السرعة مع بلجيكا، بينما لم يتضامن مع تركيا في تفجيرات أنقرة وهي تفجيرات مميتة، ولم يقل الإعلام الأوروبي (كلنا أنقرة؟!) كما قال: (كلنا بروكسل). هذه الحالة العنصرية أغضبت الأتراك، وهي جديرة بأن تغضب كل من يبحث عن المساواة.

تضامن العالم الغربي مع نفسه في أحداث بروكسل المؤسفة، ما يعني أن تركيا شيء آخر. تضامن مع نفسه ولكنه وقف متفرجًا على نصف مليون قتيل في سوريا، وعلى مئات القتلى إعدامًا واغتيالًا في فلسطين المحتلة. ومع ذلك، يبدو أن سياسة بروكسل لم ترُق لطموحات دولة العدو، حتى أن وزير النقل في حكومة نتنياهو (يسرائيل كاتس) شرع يتشفى بهم، ويحرض قيادة بلجيكا على المسلمين والعرب في استغلال قذر للحدث، حيث قال مخاطبًا حكومة بلجيكا: "إذا ما استمروا في بلجيكا يأكلون الشوكولاتة، وإذا ما استمروا في الاستمتاع بالحياة والظهور كليبراليين وديمقراطيين عظام، ولم يعترفوا بأن بعض المسلمين ينخرطون في الإرهاب، سيكونون غير قادرين على محاربتهم؟!".

هكذا محاربة المسلمين بلا تمييز؟! كاتس يصب الزيت على النار، ويطالب بلجيكا بالعمل ضد المسلمين، بوصفهم إرهابيين؟! هكذا بكل وقاحة وتبجح، رغم أن الجالية الإسلامية في أوروبا هي الأكثر استنكارًا للتفجيرات، والأكثر تضررًا منها، لأنها تهدد وجودهم، وتعرقل مصالحهم، وتجعلهم منبوذين، بينما المستفيد الأول من هذه التفجيرات هو (إسرائيل) التي تسعى إلى القضاء على النفوذ العربي والإسلامي في أوروبا.

دولة العدو تنفذ خطة إستراتيجية تراكمية لمواجهة التحولات الغربية لصالح القضية الفلسطينية، بعد نجاح المسلمين في أوروبا في حملة مقاطعة الأكاديميين في (إسرائيل)، ونجاح حملة مقاطعة بضائع المستوطنات، وغيرها من الحملات الأخرى.

إنه بحسب نظرية البحث عن المستفيد يمكن أن تصل للجاني، يمكن القول: إن المستفيد الأول والوحيد من مخرجات تفجيرات بروكسل وباريس من قبل هو (إسرائيل)، ويمكن أن تكون مخابرات العدو في خلفية الأحداث، سواء بشكل عملي، أو بشكل غير مباشر، من خلال مواصلة احتلالها للقدس والضفة وغزة. 

الاحتلال الإسرائيلي هو سبب كل التفجيرات في أوروبا. الاحتلال يقدم ذريعة جيدة لكل تفجير، ولكل تطرف.

فلسطين أون لاين




- انشر الخبر -