أسئلة حول الخشوع في الصلاة ؟


تم النشر 19 مارس 2016


عدد المشاهدات: 5683


بسم الله الرحمن الرحيم

موقع الشيخ يونس الأسطل

ورد إلينا أسئلة حول الخشوع في الصلاة، وهذه إجاباتها:

  1. 1.    ما هي شروط الخشوع في الصلاة، وكيف تكون؟

من المعلوم أن الخشوع في الصلاة هو روحها، وإذا خشع القلب خشعت الجوارح؛ لأن في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت فسد سائر عمله، أَلَا وهي القلب، وقد عاتب الله عز وجل في الخشوع بقوله: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ .." سورة الحديد (16)

ذلك أن الذي لا يعطي الصلاة حقَّها من الخشوع والخضوع، ومن السجود والركوع، يكون سارقاً لها، وأسوأ السرقة سرقة الصلاة؛ لأنها سرقة حقِّ الله في رأس المأمورات، وعمود الدين، ومَنْ هَدَمَها فقد هَدَمَ الدين.

وكيما يتحقق الخشوع في الصلاة فعلى المسلم أن يراعي ما يلي:

1)    أن يستحضر نية الإخلاص لله، وأن يجتهد في تذكر وقوفه بين يدي مولاه.

2)    عدم الالتفات في الصلاة، سواء كان بانشغال القلب عن الله الذي يناجيه، أو كان بتقليب النظر يميناً وشمالاً؛ فإن الالتفات هذا بمعنييه اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاتنا.

3)    الاطمئنان والتواضع في السجود والركوع، وعند الرفع من الركوع، وبين السجدتين، حتى نكون ممن يسجد ويقترب من ربِّه جل وعلا.

4)    تَدَبُّرُ ما يتلو من القرآن، بدءاً بالفاتحة، ثم بالتلاوة المندوبة في الركعتين الأوليين من الفريضة، وفي جميع ركعات النوافل، بالإضافة إلى استحضار معنى التشهد.

5)    الحرص على أداء الصلاة في أول أوقاتها؛ فإنها أحبُّ الأعمال إلى الله، مع الاجتهاد في حضور الجماعة في المسجد.

6)    الاجتهاد في الدعاء في مواضعه، مع الضراعة إلى الله، لاسيما في السجود، والقنوت، وفي آخر التشهد، وغير ذلك.

7)    أن نصلي صلاة مُوَدِّعٍ، حتى لكأنها آخر صلاة نؤديها، تماماً كمن ينتظر القتل، وقام يصلي ركعتين، تأسياً بالصحابي خبيب بن عديّ رضي الله عنه.

8)    ضرورة فقه معنى الخشوع، وهو لِينُ القلب وسكونه وانكساره بين يدي الله، مع الإشفاق من عدم القبول، ومن أمارات ذلك انضباط الجوارح، والقيام لله قانتين، فقد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، وإن الخاشعين والخاشعات قد أعدَّ لهم مغفرةً وأجراً عظيماً.

  1. 2.    ما هو المطلوب من المؤمن في هذا السياق؟

إن أبرز ما يطلب من المؤمن لتحقيق الخشوع ما يلي:

1)    أن يحرص على معرفة أحكام الصلاة من الأركان، والواجبات، والمستحبات، والمكروهات، والمبطلات، وأن الخشوع من واجباتها عند أكثر العلماء.

2)    أن يتعلم من فضائل الخشوع ما يدفعه للحرص على تحقيق ذلك في صلاته، وخارج صلاته، لنكون أشداءَ على الكفار رحماءَ بيننا، وممن يمشون على الأرض هَوْناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

3)    أن يكون وَجِلاً من فوات كثيرٍ من أجر الصلاة؛ فإنه ليس للمسلم من صلاته إلا ما عقل منها، وأقل الإجزاء أن يكون حاضرَ القلب عند تكبيرة الإحرام.

4)    أن يحرص على تجنب موانع الخشوع من المعاصي والذنوب، والكسب الحرام، وجولان البصر فيما حوله، ونَقْرِ الصلاة في الركوع والسجود بالسرعة التي لا يُتِمُّ معها الأركان، وتكلف الدعاء مع التقعر فيه أو التنطع، وكذا مشوشات الصلاة من الجوع، أو مدافعة الأخبثين، ومنها وجود صورٍ أو نقوشٍ صارخةٍ تشدُّ البصر، وتُلهي القلب، وكل ما يؤدي إلى شرود الذهن من الشِّبع والامتلاء، أو التعب والنعاس، والفرح المُفرط، أو الحزن الكئيب، أو الغضب المسيطر على التفكير.

5)    اتخاذ السترة للإمام والمنفرد؛ حتى لا يَمُرَّ بين يدي من يقطع استغراقه في مناجاة ربه.

6)    الحذر من تصنع الخشوع، أو خشوع النفاق، وهو التماوت في الصلاة، وإمالة الرؤوس، مع عدم خشوع القلب، وعدم تأثره بما يسمع من الوعد والوعيد في التلاوة، فقد كان عمر بن الخطاب ناسكاً، ولكنه كان إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع.

  1. 3.    دعوة صادقة للشباب في ظل زيادة مشاغل الدنيا في هذا الوقت؟

إن حاجتنا إلى الإيمان والخشوع في الصلاة أشدُّ من حاجة أجسادنا إلى الطعام والشراب؛ فإننا في زمانٍ كثر فيه الدعاة على أبواب جهنم، والتكنولوجيا في وسائل التواصل قد يَسَّرتْ سبل الجريمة والفواحش، وإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإن الإنسان خُلق هلوعاً، إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون، والذين هم على صلاتهم يحافظون، وإن الصلاة وتقوى الله بهما يرزق الله عباده من حيث لا يحتسبون، ويجعل لهم مخرجاً من الأزمات والهموم وغير ذلك.

واعلموا أن أكثر الناس يؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى، ويحبون العاجلة ويذرون الآخرة، وللآخرة خير لك من الأولى، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، وإن العيش عيش الآخرة، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأُولى، ووقاهم عذابَ الجحيم، فلا تكونوا ممن أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، فسوف يَلْقَوْنَ غَيَّاً، والعياذ بالله تعالى.




- انشر الخبر -