بدأ بتحفة صغيرة حتى وصل إلى متحف يضم قطع من 7 حضارات


تم النشر 12 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1839


خان يونس -خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت

يُصاب الزائر إلى متحف شهوان بالوهلة عندما يرى القطع الأثرية الفريدة من نوعها التي يحتويها المتحف الشخصي الذي أنشائه بسبب حبه للآثار ومعرفته لقيمتها لدى العالم.

فيشعر من يدخل المتحف الذي أقامه المواطن مروان شهوان تحت أحد المنازل وسط محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة بالإثارة، عندما يُشاهد تاريخ الحضارات التي أتت إلى فلسطين يُجمع في القطع التي كانت تستخدمها تلك الحضارات، متوفرة داخل المتحف وفي أقسام كبيرة.

ويتنقل الزائر للمتحف الذي يُعد كنز ومكسب كبير لفلسطين، بين الأقسام الموجودة بداخله في غضون دقائق، كأنه تنقل عبر الزمن والحضارات المتعددة التي كانت بفلسطين ومرت عبر التاريخ.

بداية الفكرة

ويقول مروان شهوان صاحب وراعي المتحف لـ مراسل "دنيا الوطن" :"أن بداية رحلته مع جمع الآثار كانت قبل ما يزيد عن (25 عامًا)، عندما اشترى تحفة ووضعها بمنزله، ليكتشف بعدها أنها قطعة أثرية وتعود لعهود قديمة."

وأضاف الذي يقف وسط القطع الأثرية العريقة التي قام بجمعها على مدار سنوات طويلة "يحتوي المتحف على أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية، من عدة حضارات مرت على فلسطين، كذلك يجمع آثار وتاريخ وطننا الحبيبة فلسطين."

وتابع شهوان خلال تجوله برفقة مراسلنا داخل المتحف :" كان يعمل نجارًا ماهرًا في صنعته ومشهور بالحفر والنقش على الخشب، وكان جميع أمواله يصرفها على شراء واقتناء القطع الأثرية من الأسواق ووضعها في منزله الصغير، قبل انشاء المتحف الخاص به."

ولأنه بارع في النقش على الخشب ومشهور في ذلك، قرر شهوان أن يحفر أيضًا في باطن الأرض تنقيباً وبحثاً عن الآثار، ليرسخها ويضعها كالشوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً لطمس الهوية الفلسطينية وتزوير الآثار.

ويضم المتحف المقام على مساحة (150) متراً أنواعا متعددة من المعدات والأواني الفخارية، من حضارات متعددة وعهود تاريخية مختلفة، وأدوات قتالية كانت تستخدم في الحروب، كذلك زراعية متعددة الأشكال والصناعات.

جهد شخصي

ويمضى بالقول شهوان الذي يقف وبجانبه صخرة وضع عليها أسلحة قتالية كانت تستخدم عبر تلك الحضارات :"بشكل شخصي قمت بترتيب هذا المكان الصغير وعمل تصاميم وديكورات كونى نجاراً، يتناسب مع حجم تلك القطع الأثرية التي قُمت بجمعها على مدار سنوات طويلة، دون مساعدة أي جهة."

وأردف :"لم أتلقى الدعم ولا المساعدة من قبل الجهات المسؤولة والمؤسسات الدولية التي تهتم بالإثار، لكن ذلك لم يمنعني من مواصلة تنمية وتطوير واقتناء القطع الأثرية والتراثية التي تحظى على اعجابي. 

وبين شهوان أنه يقضى يومه داخل المتحف الخاص به، لمتابعة القطع الأثرية والتراثية والمقتنيات التي حصل عليها على فترات طويلة، وتنظيفها وترتيبها، مشيراً إلى أن متحفه يُعتبر مكانا للزوار المهتمين بالتراث والآثار.

قطع من 7 حضارات

ويتجول شهوان يُشير بكلتا يديه إلى القطع الأثرية والتراثية التي جمعها على مدار (30 عامًا)، فيحتوي المتحف الخاص به على قطع يرجع أصلها إلى سبع حضارات قديمة وهي: "الرومانية، البيزنطينية، والممالكية، والحضارة العثمانية، والأغريقية، والعثملية، وأيضا من الحضارة الإسلامية."


ويرغب شهوان أن يُشارك في معارض دولية لعرض الآثار التي يحتويها متحفه، لكي يرى العالم تراث فلسطين التي هي جزء من شغفه وتعلقه بجمع تلك الآثار والتراث.

وبحسب وزارة السياحة والآثار فإن الأراضي الفلسطينية تضم (51) متحفًا، بتخصصات مختلفة، منها تراث شعبي، وأثواب، وقطع تراثية، وآركيولوجي، وشخصيات أو قضايا سياسية أو ثقافية أو تاريخية أو تعليمية، أكبرها متحف شهوان.
 
 
 
 
 
00:00
 
 
 
02:59
 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 




- انشر الخبر -