الإسلام الخلق الكريم والمعاملة الحسنة ، لفضيلة الشيخ ياسين الأسطل


تم النشر 01 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1853


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب .
أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد : 
إخوة الإسلام والإيمان :
 
{ الإسلام الخلق الكريم والمعاملة الحسنة} 
 
دعوة الإسلام خلق كريم ، وهي كذلك معاملة حسنة ، وهذا يكون بما فيه تحقيقُ الفضيلة ، واجتنابُ الرذيلة ، وتوفيرُ الأمن بأداء الأمانة ،  ونشرُ العدل  بحكم العدالة ،  ونَفْيُ الظلم باجتناب الخيانة ، وهذه كلها من مقاصد الإسلام  وقواعد الإيمان ، لما لها من الأثر العظيم في بناء الأمم ، ومن الحافز الكريم في بعث الهِمَم ، فالأمم الأخلاقُ ما بقيت ، فإن ذهبت أخلاق أمةٍ ذهبت ، ألا وإن كِرامَ الأخلاق هي أخلاق الكرام ، والمؤمنون هم أصلُ المكارم كُلِّها ، وينبوعُ الفضائل جُلِّها ، ولقد حفل القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ المُطَهَّرةُ بمحاسن الأخلاق والإشارة إليها ، و الترغيب فيها والحثِّ دوماً عليها ، لأنها هي الأخلاقُ التي تحلى بها الرسل عليهم الصلاةُ والسلامُ والأنبياءُ ، وكذا العابدون الصالحون الأتقياءُ ، وهي المنهلُ العذبُ المورود ، والصراطُ المستقيمُ الممدود ، وهي الميزانُ الراجح ، والبرهانُ اللائح ، والعمل الصادقُ الواضح ، لا لبسَ ولا تلبيس ، ولا تكذيبَ ولا تدليس ، بل عبادةٌ لله وحده وتقديس ، تقوىً وإيمانٌ ، وأمنٌ وأمان ، وحصـنٌ وإحصان ، وتضحيةٌ وتَفَان ، وبذلٌ وعطاءٌ ، وصبرٌ ومصابرة ، ورغبةٌ فى الآخرة ، فما عند الله خيرٌ وأبقى ، ومرضاةُ الله أبرُّ وأتقى .
عباد الله ، يا إخوة الإسلام  : 
الأخلاقُ حَسَنُها وقَبِيْحُها مرآة ٌتعكسُ الصفاتِ الكامنة في النفوس البشرية ، ولكنْ من الأخلاق ما هو وَهْبيٌ مجبولٌ عليه الإنسانُ منذ النشأة الأولى ، ومن الأخلاق ما هو كَسْبِيٌ طارئٌ لأسبابٍ مختلفةٍ وأحوالٍ متعددة ، ومنها ما هو ثابتٌ على كل وقتٍ وآن ، ومنها ما هو مُتَغَيِّرٌ بتغير الأزمان ، ومن الأخلاق ما هو المحمودُ المقبول ، وإن الخلق الكريم والمعاملة الحسنة مرتبطةٌ وثيق الارتباط بإيماننا بربنا عز وجل ، وعسى أن يتحلى بها معنا الأبناء والأحفاد ، ذرية بعضها من بعض ، يقول الله تبارك وتعالى في سورة الرعد :  
{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) }.
أيها المسلمون ، يا عباد الله :  
ولقد مدح الله تعالى المؤمنين  ، ونسبهم إلى اسمه الرحمن بما اتصفوا به من أخلاقٍ حسنةٍ كريمة ٍ ، ووعدهم الغرفات الآمنات في الجنة فقال سبحانه في سورة الفرقان : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}.
عباد الله :
ألا وإن الحِلمَ عند جهل الجاهلين ، والأناةَ عند تناول الأمور خلقان كريمان من أخلاق المؤمنين ، وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد واللفظ له قال : حدَّثنا أبو سَعِيد مَوْلَى بني هاشم حدَّثنا مَطَر بن عَبْد الرَّحْمان سَمِعْتُ هِنْد بِنْت الْوَازِعِ أَنَّهَا سَمِعَتِ الْوَازِعَ يَقُولُ : 
( أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالأَشَجُّ الْمُنْذِرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ مُصَابٌ ، فَانْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَنَزَلُوا مِنْ رَوَاحِلِهِمْ ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلُوا يَدَهُ ، ثُمَّ نَزَلَ الأَشَجُّ فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ، وَأَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَفَتَحَهَا ، وَأَخْرَجَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ مِنْ ثِيَابِهِ فَلَبِسَهُمَا ، ثُمَّ أَتَى رَوَاحِلَهُمْ فَعَقَلَهَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا أَشَجُّ إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ " . فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ : أَقَدِيمًا فِيَّ ؟ ، أَوْ جَبَلَنِي اللهُ عَلَيْهِمَا ؟ .قَالَ : " بَلْ جَبَلَكَ اللهُ عَلَيْهِمَا " . قَالَ : الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ . فَقَالَ الْوَازِعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ مَعِي خَالاً لِي مُصَابًا فَادْعُ اللهَ لَهُ . فَقَالَ لَهُ : " أَيْنَ هُوَ ؟ ائْتِنِي بِهِ " . قَالَ : فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ الأَشَجُّ فَأَتَيْتُهُ ، فَأَخَذَ مِنْ رِدَائِهِ فَرَفَعَهَا حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِظَهْرِهِ ، قَالَ : "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ " فَوَلَّى وَجْهَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ نَظَرَ رَجُلٍ صَحِيحٍ . 
وفي سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه واللفظ لأبي داود قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو الْجَمَاهِرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ".
إخوة الإسلام أيها المؤمنون :
والأكرم من الأخلاق بعد توحيد الله الإحسانُ إلى الوالدين ، وكذلك إلى الأقربين والمساكين ، يقول تعالى في سورة الإسراء : 
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }.
أيها المسلمون يا إخوة الإيمان :
وبالمقابل فإن أسوأ الأخلاق والأعمال وشرها هو الشرك والكفر بالله باتخاذ النديد له سبحانه وتعالى ، لأنه ظلم من ناحيتين بل من ثلاث أولاها : من ناحيةٍ جحدَ حقَّ الخالق في عبادته وحده لا شريك له ومن ناحية ثانيةٍ جعله للمخلوقين أي هذا المشرك يجعل حق الله للمخلوقين من بشر أو من حجر أو من شجر أو من ملك أو من نبي أو من معظم والشأن أن العبادة لا تكون إلا لله فإذا فرضها لغير الله فقد جحد حق الله وهذا من أعظم الذنوب والثانية جعلها لخلقه للمخلوقين، والثالثة ظلمَ نفسه بهذا الفعل فأوردها النار، فاستحق أن يكون هذا منه ظلماً عظيما ، قال الله عز وجل في وصية لقمان لابنه :{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13 .  
 
 عباد الله ، فلنحرص على الأعمال الصالحات ولنجتنب الأعمال الموبقات المهلكات ، ويا عباد الله فلنقبل على الله وذلك بالإقبال على عباده ، ولنصلح ذات بيننا ، ولنجمع كلمتنا ، ولنوحد صفنا ، طائعين لله ولنرفع أكف الضراعة بالابتهال ، اللهم فرج عنا الكروب يا علام الغيوب ، وارفع عظيم البلايا بجليل العطايا ، اللهم و اغفر لنا الذنوب والعيوب والآثام و الخطايا ، وأدخلنا الجنة دار السلام ، أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
 
 
الخطبة الثانية
 
الحمد لله حمداً كافياً وافياً بكلِّ لسان ، يكافي بالشكر ما أكرم وأنعم ، ويوافي بالذكر ما أسبغ وأتمم ، والصلاة والسلام عظيماً على النبي محمدٍ ما ذكر الله الذاكرون ، وشكره سبحانه الشاكرون ، سرمداً أبدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، أما بعد ، أيها المسلمون : 
فلنكن كما هدانا الله عزوجل في كتابه العزيز ، وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول والعمل وحسن السلوك ، فإنه هو السبيل للفوز بالرضوان ، والنجاة من النيران ، قال الله سبحانه وتعالى في سورة فصلت :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}.
وفي صحيح البخاري ومسلم وأحمد واللفظ لمسلم قال : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : ( دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا ، وَلَا مُتَفَحِّشًا . وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ".
عباد الله :
هداني وإياكم بالقرآن كتاب الله العظيم ، والحكمة سنة النبي العربي الكريم ، ألا وصلوا على البشير النذير ، و البدر السراج المنير ، سيد الأولين والآخرين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم ، وبارك وأنعم ،على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام و المسلمين ، واحم حوزة الدين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اهد التائهين ، واغفر للمذنبين ، ورد الضالين ، اللهم تب على العصاة من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم الخطائين المخطئين ، وارحم اللهم عبادك أجمعين ، اللهم إنا نستعيذ بك من شرور أهل الشرك والفساد ، والكفر والعناد ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،  اللهم أعزنا ولا تذلنا ، اللهم ارفعنا ولا تضعنا ، اللهم ربنا يا الله إنا نسألك مما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم  وعبادك الصالحون ،ونستعيذك مما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وأجدادنا وجداتنا ، وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا ، وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأقربائنا وقريباتنا ، وجيراننا وجاراتنا، وجميع المسلمين يا -رب العالمين ، اللهم ربنا وفقنا لما تحب وترضى ، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، ولا تجعلها فيمن نابذك وعصاك ، اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك الأئمة المسلمين ، وارعه برعايتك أوليائك المتقين ، واشمله بنصرك وتأييدك السابقين الأولين ، اللهم وفقه وإخوانه ولاة أمر المسلمين وخذ بأيديهم لسياسة الدنيا وحراسة الدين ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تأمرهم بالخير وتحثهم عليه ، وجنبهم البطانة السيئة التي تأمرهم بالشر وتحثهم عليه ، اللهم يا الله نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا خير الآخرة والأولى ،برحمتك يا أرحم الر احمين ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين .
 



- انشر الخبر -