هكذا أصبح ضم الغور والمستوطنات مرتكز ترامب الوحيد في الانتخابات المقبلة؟


تم النشر 15 مايو 2020


عدد المشاهدات: 1038

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


جيفارا الحسيني - عكا للشؤون الاسرائيلية

بقلم: حمي شليف - هآرتس

 

في انتخابات نيسان 2019 جمعت الأحزاب الرئيسية الواقعة على يمين الليكود –اتحاد الأحزاب، واليمين الجديد، وفايجلين– 9.66% من الأصوات. في انتخابات أيلول حصلت "يمينا" برئاسة آييلت شكيد، مع القوة اليهودية، على 7.75% من الأصوات. في انتخابات آذار هذا العام حصلت "يمينا" وإيتمار بن غبير على 5.66% من الأصوات. خلال أقل من عام، فقدت الأحزاب التي تمثل اليمين الديني حوالي 40% من قوتها لدى الجمهور.

 

ثمة أسباب شخصية وتنظيمية وأخرى تتعلق بالتواصل متنوعة، للسقوط الهائل للأحزاب التي تتفاخر بتمثيل الجمهور الديني–الوطني والمستوطنين. ولكن تقف على رأس هذه الأسباب حقيقة بسيطة.. أنه ليس لهذه الأحزاب ضرورة. باستثناء الاهتمام بمؤسسات التعليم للصهيونية الدينية، فقد أصبحت أحزاباً زائدة. الاتفاق الائتلافي ما بين نتنياهو وغانتس أبرز المكانة الجديدة لها كفائض زائد.

 

إن رؤية المستوطنين ومؤيديهم تبناها اليمين كله، وإن مصالحهم يمثلها نتنياهو والليكود على نحو جيد، ولدى اليمين أيضاً حركة قومية متطرفة دينية ذات قوة ونفوذ كبيرين، وهو المسيحيون الإنجيليون. عندما تكون وسيلة ضغطك هي مصدر قوة وأساس وجود رئيس الولايات المتحدة، فإن شكيد وبينيت ورافي بيرتس يبدون -وعفواً على التعبير- مثيرين للشفقة.

 

يصعب المبالغة في درجة ارتباط دونالد ترامب بالمؤمنين المسيحيين. هم أساس قاعدته في هذه اللحظة من مجمل الناخبين في الولايات المتحدة ويعتبرون أنفسهم إنجيليين "مسيحيين". لقد منحوا ترامب أغلبية حاسمة تبلغ ما بين 19%- 76% في 2016 أمام هيلاري كلينتون، ومازال الحبل على الجرار. في استطلاع لمعهد "بيو" الذي جرى في شباط، قبل تفشي وباء كورونا، فإن 81% من المسيحيين قالوا إن ترامب يحارب من أجلهم، و75% أبدوا رضاهم عن أدائه، و69% اعتبروه شخصاً مستقيماً، وأغلبيتهم الساحقة ستصوت له.

 

معالجة ترامب الفاشلة والفضائحية لفيروس كورونا حولت اعتماده على المسيحيين كاعتماد مطلق. ومن دون تجندهم الكامل والمتحمس، وعن آخر المؤمنين فيهم، فلا يوجد لترامب فرصة للفوز في الولايات الرئيسية التي مهدت طريقه للفوز في 2016، بل قد يهزم حتى في الولايات الجنوبية التي تعتبر "مضمونة" للجمهوريين، ومن بينها جورجيا، وكارولينا الشمالية وحتى تكساس – وهي ولايات يشكل فيها المسيحيون ثلث عدد المصوتين.

 

لهذا السبب فإن مجرد التفكير –الأمل- بأن يتحول ترامب فجأة إلى سياسي مسؤول، ويوقف سعي نتنياهو الحثيث وحكومته الجديدة نحو ضم غور الأردن ومستوطنات يهودية في الضفة الغربية، يبقى أمراً ليس له صلة بالواقع. مع اقتصاد منهار ووباء مستعر وعشرات الآلاف من الوفيات بسبب وباء كورونا التي تقف جميعها ضده؛ في وقت يضع يدير ظهره، وفي ظل استطلاعات رأي تشير إلى هبوطه، وبدأ زملاؤه في الحزب يقلقون على مصير مجلس الشيوخ… فلن يتجرأ ترامب على تخييب آمال الإنجيليين. لقد أرادوا الضم وسيحصلون عليه.

 

لن يردع ترامب أعمال شغب في المناطق، ولا توترات مع الأردن ولا احتجاجات من دول عربية ولا معاقبة إسرائيل من قبل الاتحاد الأوروبي: هذه أيضاً مثل مستقبل عملية السلام والديمقراطية الإسرائيلية، تهمه مثلما تهمه قشرة ثوم حتى في الأيام العادية. إن ما يهم ترامب هو فقط ترامب، هو بالتحديد عندما يكون مصيره وإرثه موضوعين على كفة الميزان.

 

حتى إذا تراجعت إسرائيل في اللحظة الأخيرة عن الكارثة التي توشك أن توقعها بنفسها، فقد أصبحت عالقة داخل الشعب المرجانية. وليس هنالك سبيل للتراجع، وإذا ترددت في الضم فإن ترامب سيفرض عليها ذلك، وبدلاً استخدامه الكوابح سيضغط على دواسة الغاز، ولن يستطيع أحد ولا حتى نتنياهو المدان له بحياته، أن يتجرأ على قول “لا” له. حينئذ، ومع "أصدقاء" كهؤلاء، من يحتاج إلى حزب "يمينا"؟




- انشر الخبر -