إذا كان ترامب ودول عربية يؤيدون "الضم".. فمن ضده وماذا ننتظر؟


تم النشر 27 إبريل 2020


عدد المشاهدات: 1077

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


جيفارا الحسيني - عكا للشؤون الاسرائيلية

بقلم: مئير عوزيئيل - معاريف

 

نحن اليوم بين يوم الكارثة ذي الطابع الخاص الذي مر علينا في بيوت مغلقة وبين يوم ذكرى أبطال الجيش الإسرائيلي دون زيارة القبور، ولاحقاً الاحتفالات عبر "زوم" وفي الحجر. في يوم الكارثة كل واحد يرى نفسه كمقاتل جسور ضد النازيين دون وجود نازيين في محيطه. فما العمل؟ يخترعونهم؟ هذه متلازمة "مشخصي السياقات"، التي تنال الزخم من يوم كارثة إلى يوم كارثة.

 

ألقت رئيسة محكمة العدل العليا استر حايوت، في يوم الكارثة قبل سنتين، خطاباً مؤثراً عن كراهية اليهود المرضية التي يعاني منها العالم، كراهية تجد تعبيرها أيضاً في الكراهية لإسرائيل، ولكن قالت في هذه السنة: "كامرأة قانون أقول إن علينا، نحن أهل القانون، واجباً آخر. إذ تعلمنا من الكارثة، مع الأسف، بأنه وبسهولة نسبية يمكن ربط القانون والقضاء في خدمة الشر، والتحريك بواسطتهما وبرعايتهما مشروعاً وحشياً منظماً لقتل الشعب".

 

الويل لنا. هي وآخرون يظنون أنفسهم وطنيين يقاتلون النازيين، ولكن هنا في إسرائيل يقولون لها صباح الخير سيدتي المبجلة، ومن أجل راحة حياتها يلصقون بها أيضاً راتباً بارتفاع الإفريست، يرتفع قليلاً في كل سنة. لست بحاسد، وأتمنى لها الوفرة والراحة، ولكن لا يمكن اختراع شر نازي كل يوم، حين لا يكون شراً كهذا. مثل هذه المقارنات هي تبرئة لساحة النازيين، وهذه أقوال تطلق كثيراً، بأصوات مضخمة لشدة الشفقة على المقاتلين ضد النازية. فما نراه حولنا هو ما فعله النازيون، أو مؤشرات تؤدي إلى ما فعله النازيون إذا لم يوقفوا في الوقت المناسب، وبالتالي فإن النازيين هم مثل الجميع. ما الذي نريده منهم؟ بالعموم محظورة كل أنواع المقارنات بالكارثة. نعم، فكما قارن بيبي، في ذكرى يوم الكارثة، التشخيص المسبق لكورونا بالتشخيص المسبق للكارثة.

 

كل واحد أيضاً يرى نفسه كمقاتل في سبيل الديمقراطية وكأن هناك خطراً على الديمقراطية. يمكن لإسرائيل أن تكون ديمقراطية بهذه الطريقة أو تلك، ويمكنها أن تكون مملكة، أو تكون شيوعية أو ثيوقراطية. بعض من هذه الأنظمة لا أطيقه ولا أتمناه لنفسي شخصياً، ولكنها ليست نازية. كفوا عن توزيع أوسمة مقاتلي النازية على أنفسكم عندما لا تكون نازية.

 

بالعموم، كيف تستوي مع الديمقراطية الكاملة، التي يفترض بها أن تمثل تصويت الشعب في صناديق الاقتراع، حقيقة أن من له 15 مقعداً سيكون بعد سنة ونصف رئيس الوزراء؟ معنى الأمر هو أن رئيس الأقلية سيقود أغلبية الشعب. فهل هذا منطقي؟ أخلاقي؟ ديمقراطي؟

 

لعله مع حلول ذلك اليوم، الذي يأتي دور غانتس فيصبح رئيساً للوزراء، سيرفع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية التماساً إلى محكمة العدل العليا ضد خطوة مناهضة للديمقراطية بهذا القدر، وتستخلص المحكمة العليا دروس الكارثة فتلغي هذه الفكرة الخطيرة على الديمقراطية.

 

الديمقراطية ليست في خطر، ولكن الذي في خطر هي رؤيا الصهيونية وتقدم الشعب اليهودي. نقف أمام إحدى الفرص الأعظم: إحلال القانون الإسرائيلي على البلدات اليهودية في مناطق يهودا والسامرة وفي غور الأردن. القوة العظمى الرائدة في العالم، الولايات المتحدة، تدعم ذلك وكل شيء وثق في حدث إعلان ما وصفه رئيس الولايات المتحدة بـ "خطة القرن". ما تبقى للإسرائيليين أن يفعلوه هو فقط أن ينفذوا إحلال القانون على البلدات كلها في يهودا والسامرة، وعلى غور الأردن، وأخيراً تجسيد مشروع الاستيطان البطولي. سيقول الجبناء قد تكون لهذه الخطوة أثمان معينة. ربما. سنصمد في ذلك، من أجل المستقبل.

 

والآن، عشية اليوم التمركز في حدود 1948، أفكر بكل من كرس حياته لبناء بيته في بيت أيل، ومعاليه أفرايم، وأفرات، وعاليه، وبساغوت، ونوفيم، وعوفرا، ونوكاديم، وتقوع، وبيت حجار، وارئيل وفي بلدات صغيرة وكبيرة أخرى وأخرى. بجهد يومي متواصل في احتمال التضحيات المتواصلة والضحايا الذين قتلوا وجرحوا، بنوا وجملوا بلاد الشعب اليهودي.

 

زعيم الولايات المتحدة، محمول على عطف الرأي العام الأمريكي على عودة الشعب اليهودي إلى وطنه، فكر بكل الاعتبارات وأعلن بأن الولايات المتحدة تعترف بحق إسرائيل في إحلال القانون على كل بلدات بلاد إسرائيل. دول أخرى أيضاً، بينها عربية، تؤيد. من يمنع؟ الإسرائيليون. كيف ستنظر الأجيال القادمة إلى ما يجري في إسرائيل حيال هذه الإمكانية؟ هذه هي المهمة الآن، فضلاً عن المواضيع الحاضرة الصغيرة هذه أو تلك. هذا هو السبب برأيي الذي يجعل نتنياهو ورفاقه يبتلعون وقاحة الأحزاب الصغيرة من اليسار.

 

الديمقراطية ليست في خطر بل الرؤيا الصهيونية وتقدم الشعب اليهودي. ونقف اليوم أمام الفرصة الأعظم في إحلال القانون الإسرائيلي على البلدات اليهودية في مناطق يهودا والسامرة وفي غور الأردن.




- انشر الخبر -