سيرة المحامي محمود خليل الأسطل أبو حازم رحمه الله


تم النشر 10 إبريل 2020


عدد المشاهدات: 3166

أضيف بواسطة : إبراهيم محمد


بقلم / أ. حازم الأسطل

قبل وفاة الحبيب الغالي والدي بأقل من أسبوع بحثت عنه في غرف المنزل فإذا به بنظاراته الواسعة في مكتبه المليء بالكتب يضع بين يديه مرجعا قانونيا يطالعه بتركيز شديد ويضع كعادته اشارات على الجمل المفيدة والمبادىء القانونية التي يحتاجها في دعم قضيته وتثبيت ركائزها ... لم يكن يسأم من ذلك أبدا ....... عهدناه وحتى أخر أيام حياته نشيطا مثابرا مجتهدا لا يعرف الكلل ولا الملل ولا يحب الفراغ ويملىء أوقاته بما يفيد... حين أدركنا معنى الحياة كان والدي استاذا للغة العربية في الجزائر ولا زلت أذكر مذكرات تحضيره المنظمة ودفاتره المرتبة ولا زالت شهادات التقدير والتكريم واعتباره الأستاذ الأول المميز تنور حوائط مكتبه وعرفنا بعد ذلك أنه قد تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1972 وسجل في نقابة المحامين المصريين بعدها ثم عمل قليلا بليبيا ثم حصل على عقد عمل مع مجموعة من الحقوقيين الفلسطينيين بالجزائر للعمل في سلك القضاء لكن مشيئة الله سبحانه وتعالى قدرت أن ينتقل ولأسباب معينة نقلة نوعية ليعمل أستاذا للغة العربية ويساهم في جهد تعريب الجزائر بعد أن كادت الفرنسية أن تفتك بهويتها العربية الأصيلة . في الجزائر وسنة 1974م تزوج الحبيب الغالي بالسيدة هناء حامد حسين الأسطل رفيقته في سنوات الغربة .وأنجب منها حضرتنا حازم وايناس وخليل وأحمد . .. تجرعنا منه حب الوطن والأهل وكنا نعيش بنفسية اللا إستقرار بمعنى أن الغربة استثناء وأننا عائدون لامحالة لذلك تعلقت قلوبنا بفلسطين واكتوينا بنار الشوق إليها ودائما ماكان يقول لي ولإخوتي أنتم أصحاب رسالة فأنتم سفراء لقضيتكم ولبلدكم ... ما أروعك أيها الحبيب الغالي حين كنت تزرع ذلك الحب في قلوب أبناءك وحين كنت تدخر السنتين والثلاثة وتكابد عناء السفر لتربطنا بالأهل والوطن. نال الحبيب الغالي احترام وحب طلابه وجيرانه وزملائه وكان ذلك هو رأس المال الوحيد الذي ادخره بالجزائر ... وفي نقلة نوعية وبعد غربة طويلة تحقق الحلم وانتهت سنوات الغربة سنة 1994 م وعاد الحبيب الغالي الى الوطن بشوق شديد لاحتضان ترابه ومعانقة أهله وليشق طريقا جديدة في تخصصه الأصلي المحاماة وليضع نفسه بأمانته وحسن نصيحته اسما لامعا تشد له الرحال من أصحاب المظالم ومريدي الحقوق فقد كان صاحب مبدأ لا يتنازل عنه أبدا وهو الانتصار للحق وفقط دون مواربة أو خداع أو انتهاز لفرصة ما ..وكان يرفض الكثير من القضايا التي تعرض عليه حفاظا على مبادئه حتى نال ثقة الزبائن والمراجعين .. استمر الحبيب الغالي في تلك الرحلة من الحياة بكل عطاء وتفان ويقول الأستاذ المحامي بلال جميل الاغا الذي تتلمذ على يد والدي محاميا واستمر في إدارة مكتب المحاماة الخاص بالحبيب الغالي بعد وفاته : (أن زبائن المكتب يتحدثون عن استاذي بكل شموخ فيزداد فخري بذلك المعلم القائد ،وحيث من شدة حب الناس لمعاملته وأمانته في عمله استمر المكتب في العمل بنفس النهج ويسترسل الأستاذ بلال متحدثا عن هيبة أستاذه ومكانته ودقة مرافعته وتفانيه واخلاصه في عمله ما جعل له احتراما بين المحامين والقضاة الذين كانوا ينظرون إليه على أنه قدوة يحتذى بها هذا وكان لا يخشى في الحق لومة لائم ويقول حدث معي موقف عندما كنت تحت التدريب عند الاستاذ و خلال مراجعتي لموظف في المحكمة بدر من ذلك الموظف عدم اهتمام لما أطلبه منه ومحاباة لأخرين وأخبرت الأستاذ محمود بذلك فتوجه إلى ذلك الموظف فما كان منه إلا أن كان سوطا للحق والتحدث مع الموظف بكل ثقة ودون تردد أنك هنا لخدمة المحامين والموطنين على السواء وما بدر منك هو إخلال في عملك وتمييزك بين المحامين والمحاباة لبعضهم دون البعض وهذا لا يليق بموظف داخل المحكمة وما أنت في هذا المنصب إلا لخدمة المراجعين ....) هذا غيض من فيض من سيرة رجل من رجالات خان يونس ولد سنة 1944م وتوفي بتاريخ 3/4/2011م وترك خلفه سيرة طيبة بشهادة الجميع . اللهم إجعل أبي من الذين تقول لهم أبشرو بالجنه التي كنتم توعدون اللهم آمين.




- انشر الخبر -