حوار مع الإعلامي الفلسطيني ورسام الكاريكاتير المتميز د. عادل الأسطل


تم النشر 04 إبريل 2014


عدد المشاهدات: 1177


 حوار مع الإعلامي الفلسطيني ورسام الكاريكاتير المتميز د. عادل الأسطل أجرى الحوار الدكتور جميل بغدادي

           

 يعتبر ضيفنا في هذا الحوار رجلاً استثنائياً بمعنى الكلمة ، فهو صاحب قلم ينضح بالشجاعة والشفافية ، قلم يسلط الضوء على الأحداث وكشف الحقائق أولاً بأول دون خوف أو تردد . رجل يدافع بكتاباته الجريئة عن قضية وطنه الذي تم اغتصابه عنوة أمام الرأي العام العالمي وبمباركة دولية لتحقيق رغبة بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين الحبيبة ، والتي منحتها إلى اليهود لقمة سائغة من خلال وعد بلفور المشؤوم الذي أرسله وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 تشرين الثاني / نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . ولهذا نجد ضيفنا مجتهداً في كتاباته ويتطرق إلى أخبار الساعة بسرعة كبيرة ، ويفضح سياسات إسرائيل ويكشف ما يدور من أحداث في تفاصيل دقيقة ومثيرة قد لا يجرؤ البعض على التطرق إليها .

    مقالات الدكتور غزيرة للغاية وقد تنوعت في مجالات عدة ، وقد نشر المئات من المقالات الهامة رغم اعباء العمل وانهماكه في مشاكل الحياة اليومية ، ويكفينا فخراً في موقع شمس برس أنه أحد الكتاب الرئيسيين الذي يخصنا بمقالاته الرائعة التي تعبر من خلال قلمه عن هموم ومشاكل الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت هيمنة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام النكبة 1948 .  يعبر ضيفنا عن رأيه بمختلف الطرق والأشكال سواءً أكان بالكلمة الصادقة ، أو من خلال لوحاته الفنية المختلفة التي يتطرق من خلالها إلى عمق النسيج الفلسطيني في حياته ومعاناته وكفاحه ضد الاحتلال ، أو بإلقاء المحاضرات السياسية والتثقيفية ، ليساهم في توعية الشباب وتوجيههم بالشكل الصحيح .

         وضيفنا لهذا اليوم الدكتور عادل محمد عايش الأسطل من مواليد 17 ديسمبر/ كانون أول 1958 في الربوات الغربية بمدينة خان يونس في قطاع غزة ، متزوج ولديه طفلين سام يبلغ من العمر ست سنوات ، ووسام يبلغ من العمر عام ونصف العام . وضيفنا يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية في جامعة القاهرة وكان عنوان اطروحته الأكاديمية المتغير النووي في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية 2002 – 2012 . وكان قد أنهى دراسته الجامعية في جامعة الأزهر بقطاع غزة ، وأتبعها بشهادة الماجستير من جامعة القدس – أبو ديس وكان عنوان الرسالة حزب المفدال ودوره في تشكيل السياسة الداخلية في دولة إسرائيل 1956- 1987 . وقد أتم تعليمه في مراحله الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس خان يونس ، وكان مثالاً للطالب المتفوق .

 

*** موقع شمس برس : أستاذنا العزيز بدايةً اسمحوا لي بأن أرحب بكم ضيفاً عزيزاً في هذا الحوار الذي نتمنى من خلاله تسليط الضوء على جوانب في سيرتكم الذاتية وخاصة أني لاحظت حبكم وشغفكم بالعلوم السياسية ، وسؤالي الأول هل نشأتكم العائلية كانت السبب في اختياركم لهذا المجال ، أم أن قضية فلسطين وكونها تحت الاحتلال ساهمت بتوجهكم على هذا النحو ؟ .

الدكتور عادل : بدايةً ، أشكرك على التقدمة ، وإن كنت أود أن أكون متواجداً إلى جانبكم في العاصمة الأسترالية كانبيرا ، وعلى أيّة حال ، فإن اختياري للمجال السياسي لم يكن للنشأة العائلية أيّة علاقة ، كما لم يكن مُبيّتاً أو مدروساً ، فقد جاء بطريق الصدفة ، وإن كانت هناك اهتمامات سياسية كانت تتمثل في متابعة البرامج والأخبار والأحداث السياسية وأرشفتها ، بحكم القضايا العربية وتحولاتها المختلفة ، وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي كانت استحوذت على جانبٍ كبير من اهتماماتي كغيري من العرب والفلسطينيين ، ولكني لم أكن أفكر بهذا المستوى في الولوج إلى هذا المجال ، فقد كان اتجاهي للأدب بادئ الأمر ، وكانت المحاولة في رسم الكاريكاتير ، هي الدافع والطريق إلى دخول المجال السياسي ، حيث بدأت بالإسهام في بعض الصحف والمجلات الفلسطينية وحتى أحداث قطاع غزة عام 2006 .

*** موقع شمس برس : قبل أن أتطرق إلى الجانب السياسي أود أن أطرح عليكم بعض الأسئلة الخاصة بشخصكم الكريم . أنت فنان ليس في الكتابة فقط ، بل في فن الرسم سواءً فن الجرافيك والفن الزيتي وفن الكاريكاتير والخط العربي ، ماذا تقولون لقراء شمس برس ضمن هذا السياق ؟ .

الدكتور عادل : الخط العربي والرسم هما مسألتين مرتبطتين ببعضهما البعض والكاريكاتير جزء منهما ، وهما يعتمدان على الموهبة التي تخلق مع الإنسان ثم يتم صقلها بالتعلّم والتقليد والمحاكاة ، وهي أيضاً تتبع الرغبة ، في أن يكون الإنسان أكثر تنظيماً وترتيباً وتميّزاً ، وحيث أنني كأي إنسان لا يستطيع أن يُحيط بكل ما لديه من مهارات ورغبات دفعة واحدة ، فقد أضاعت السياسة الوقت اللازم لممارسة الخط الرسم ، ولذلك لم تكن اهتماماتي أو أعمالي كثيرة في المجال ، سوى الرسم الكاريكاتوري بأنواعه ، بسبب أنه لا يُكلف الكثير من الوقت .

 

*** موقع شمس برس : المتتبع لخطواتكم يلاحظ إصراركم على العمل الدؤوب وهذا ما يتجلى بغزارة مقالاتكم التي تزودون بها الصحف ومواقع الانترنيت المختلفة ، ولكن الذي جذب اهتمامي كثافة الدورات التي شاركتم بها والتي تنوعت بين دورات الكومبيوتر المختلفة ، ودورات الاخراج والتصوير والتحقيق الصحفي ودورة في العلاقات العامة والإعلام ، ماذا أضافت لكم هذه الدورات ؟ .

الدكتور عادل : لاشك فإن مختلف الدورات التعليمية والتدريبة لدى المؤسسات الخاصة وسياقات التعليم المستمر الحكومي ، كانت نتيجة للعطش العلمي الذي كنت عانيته بعد انقطاعي عن مقاعد الدراسة وتلقي العلوم ، مدة تزيد بقليل عن خمسة عشر عاماً قضيتها في المجال الزراعي وأعمال حرّة أخرى ، وربما كانت من أهم الأمور وراء صقل الشخصية ومن ثمّ المقدرة على التعامل مع الكتابات السياسية على اختلافها سواء تلك المتعلقة بالأبحاث أو ورقات العمل أو المقالات .

 

*** موقع شمس برس : أنتم عضو في نقابة الصحفيين وعضو في 5 جمعيات معظمها يتعلق بأمور الزراعة ، هل تحدثنا في هذا المجال بعض الشيء ؟ .

الدكتور عادل : انتمائي لنقابة الصحافيين الفلسطينيين كان بداهةً لاحترافي المهنة الصحافي ، وأما بالنسبة لعضويتي لجمعيات ومؤسسات زراعية ، فقد كانت بحكم احترافي للزراعة والمنتوجات الزراعية الأخرى ، وهي نافعة ومفيدة في ذات الوقت ، كونها تعمل على أن إشعال وتحفيز لأن يكون المواطن فاعلاً من أجل مجتمعه وبلاده والبلدان الأخرى سواء بسواء .

 

*** موقع شمس برس : هل بإمكانكم أن تحدثونا عن الصحف الوطنية المحلية التابعة للســـــلطة الوطنية الفلسـطينية ، خاصة وأنكم تعملون في قسم هام وهو التوجيه السياسي والوطني .

الدكتور عادل : بالنسبة للصحف الوطنية ، فإن أغلبها قد اندثرت نتيجة أحداث (فتح ، حماس) 2006 ، ولم يبقَ منها إلاّ القليل وهي غير فاعلة كما كانت قبل تلك الأحداث ، إضافةً إلى أن تطور الوسائل الإلكترونية وتعاظمها ، أدت إلى تكاسل الكثيرين عن متابعتها ، في فلسطين على الأقل ، وفي داخل القطاع على نحوٍ خاص .

 

*** موقع شمس برس : دكتور عادل هل تسلطون الضوء من فضلكم عن إصداراتكم ؟ .

الدكتور عادل : منذ الصغر كانت اهتماماتي بداية بالأدب ، لتأثري بالبيئة العربية البسيطة والخالية من التكاليف ، ولذلك كنت أجاهد في كتابات أدبية وفنية ودينية ومختلفة ولكنها غير متصلة بالشعر على اختلافه ، وكانت هناك كتابات متنوعة لم يتيسر لها الظهور بحكم الواقع الفلسطيني الاقتصادي الصعب ، حيث يفتقر إلى المؤسسات التثقيفية أو دور السينما أو المسارح أو حتى المطابع بسبب كلفتة الطباعة الباهظة والتي يمكن أن تكون سهلة ، ولم تكن أيضاً جهات قادرة على تبني أيّة أعمال . وعلى الرغم من ذلك فقد صدرت أجزاء من كتاب الأدب (التماس أخبار الناس) خلال العام 1993 ، ورواية (ريسول) 1994 ، وقصص قصيرة تم نشرها في الصحف والمجلات المحلية . وأمّا بالنسبة للإصدارات السياسية ، فقد تم إصدار الأحزاب الدينية في إسرائيل ، والدور المصري في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يصدر من الشقيقة (لبنان) كتاب المتغير النووي في العلاقات الإيرانية بالكيان الصهيوني . وهناك دراسات وأبحاث مختلفة ربما نتمكن من نشــــرها فــي أوقات لاحقة .

 

*** موقع شمس برس : اسمح لي الآن بأن أطرح عليكم بعض الأسئلة التي تتعلق بالجانب السياسي . لقد حصلت الدولة على صفة دولة مراقب في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2012 في الأمم المتحدة ، وهذا حقها بالتأكيد إلا أنها لم تدعم هذا المكسب إلا مؤخراً بعد فشل المفاوضات ورفض إسرائيل إطلاق سراح الأسرى ، فقد وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وثيقة للانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية ، وفي أعقاب ذلك قرر الوسيط الأمريكي جون كيري قطع زيارته إلى رام الله ، ماذا تفيدونا بهذا الخصوص ؟ .

الدكتور عادل : بالنسبة للعملية السياسية الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، فأنا أعتبرها ومنذ مدريد 1991 ، أي ما قبل أوسلو ، هي عملية غير جادة وغير منتجة ، وربما أكون واضحاً أكثر بأن الاتجاه نحو الأمم المتحدة لن يكون ذا شأن أو كما يتصور البعض ، بسبب أن هناك تجاذبات سياسية وواقعية تحكم الأمر ، فبمجرد أن وقع الرئيس الفلسطيني "أبومازن" على وثيقة للاتجاه نحو 15 هيئة دولية ، أعلن بأنها لن تكون ذات شأن ولن تكون لعرقلة المفاوضات ، كما أن هناك أكثر من 500 هيئة أممية تحتاج إلى شروط معينة لا تنطبق عل السلطة دخولها ناهيكم على التكلفة المالية العالية التي يتوجب على السلطة دفعها كل عام ، وهي ما زالت قائمة على تلقي الدعم الغربي والأمريكي . ويمكن إضافة تهديدات اليمين الإسرائيلي – الديني المتطرف- باتخاذ الإجراءات الصادّة أيضاً أمام المحاكم والهيئات الدولية ضد الفلسطينيين وهذه قد تمتد إلى عشرات السنين للبت فيها ، لا سيما وأن الحكومة الإسرائيلية قائمة على ذلك اليمين وتدعمه باعتباره الألة التي يلتقط بها النار . أمّا بالنسبة لنشاطات وزير الخارجية "جون كيري" والولايات المتحدة بشكلٍ عام ، فليس مستبعداً أن تتوج بتمديد المفاوضات وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ، لا سيما وأن هناك اجتماعات سرية وعلنية مكثفة بين الأطراف في سبيل الوصول إلى ذلك ، ولا أحد يريد انهيار المفاوضات بسبب مصالح الأطراف المتفاوضة .  

 

*** موقع شمس برس : بعد توقيع أبو مازن على وثيقة الانضمام أعلنت حركة فتح أن حياة الرئيس الفلسطيني قد تكون عرضة للخطر ، هل ترجحون هذا الاحتمال لا سمح الله ، سيما وأن إسرائيل قامت كما تشير الدلائل والتقارير بالقضاء على الزعيم التاريخي ياسر عرفات بالسم .

الدكتور عادل : بالنسبة للخطر الدائر حول حياة الرئيس ، أنا أختلف مع من يجارون هذا التخرّص ، بسبب أن إسرائيل ليست بهذا الغباء حنى تقوم بالإقدام على مثل هذه الخطوة . صحيح أنه لا فرق لديها ولكن لثلاثة أسباب ، تعزف عن لجوئها إلى ذلك الفعل .

الأول : هو أن الرئيس ليس أمامه الكثير من الوقت في المكان الرئاسي ، بسبب السن أولاً ، وبسبب ضعفه المتزايد جراء قضايا القيادي "محمد دحلان" والوضع الفتحاوي العصيب بشكلٍ عام .

الثاني : وبغض النظر عن الدور الأمريكي ، فإن إسرائيل تخشى المجتمع الغربي المتمثل بمجموعة دول الاتحاد الأوروبي ، التي تحاول أن لا تتصادم معه وخاصةً حول حالة كهذه .

الثالث : يمكن إضافة أن إسرائيل لا يمكنها بأي حال تعويضه بزعيمٍ آخر أقل تشدداً ، علاوةً على أن الإسرائيليين لا يرغبون في إثارة المشكلات بشكلٍ زائدٍ عن الحد .

 

*** موقع شمس برس : ما رأيكم بالإرهاب الذي يضرب المنطقة حالياً والمتمثل في التفجيرات الانتحارية والقتل والتنكيل بالجثث ، وخاصةً أن جذوره بدأت تظهر ليس في سورية والعراق واليمن فحسب بل في دول عربية مجاورة ومنها مصر ولبنان والبحرين وليبيا على سبيل المثال لا الحصر .

الدكتور عادل : بالنسبة للإرهاب ، هو مرفوض بالجملة ، وتجب محاربته ، ولكن لا يعني ذلك أن أجد مبرراً للحكومات على اختلافها في اتخاذها إجراءات عسكرية شديدة وزائدة عن الحد ، حيث تطال الكثيرين من الأبرياء .

 

*** موقع شمس برس : المتتبع للأوضاع الداخلية في فلسطين يلاحظ معاناة الشعب الفلسطيني وعذابه من قبل سلطات الاحتلال بحكم الحصار والاعتقالات والاعتداءات على المسيرات الأسبوعية المنددة ، وفي الفترة الأخيرة بدأت الانتهاكات تصبح يومية لحرمة المسجد الأقصى بهدف تهويده فيما بعد ، وبالتأكيد استغلت إسرائيل ظروف الانقسام العربي وخاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من ثورات "الربيع العربي" . ما رأيكم بصراحة في إهمال قضية فلسطين نظراً لانشغال الدول العربية بقضايا تمسها بشكل مباشر .

الدكتور عادل : بالنسبة لقضية القدس ، ولا شك فهي وعلى الرغم من أنها تعتبر من القضايا الرئيسة لدى الفلسطينيين والعرب بشكلٍ عام ، إلا أنها لا تلقى الاهتمام الكافي بالنسبة لهم وكانت كل الاجتماعات واللقاءات على المستويين الرسمي والشعبي لا تُعبر إلا عن المزيد من التراخي الإحباط، على الرغم من رؤيتهم لليهود بالتغول داخل القدس بالممارسات القمعية والتهويد ولا يتحرك ساكناً ، وكما يرى الجميع عرباً وفلسطينيين ، قرارات فقط ، مقابل عضواً في (الإيباك) يساهم بملايين الدولارات في هذا الصدد . ولا شك أن الانقسام الفلسطيني ساعد الإسرائيليين في ذلك التغول ، والربيع العربي زاد الطين بلة ، ولا يمكن نسيان التغافل الرسمي العربي بشكلٍ مثيرٍ للدهشة ، حتى قبل انغماسه في مسألة الربيع،  وقد أضحت لدى البعض أن قضية القدس تنحصر في الرواية أو الرؤية الإسرائيلية الحالية .

 

*** موقع شمس برس : ألا تعتقدون معي أن التناحر السياسي بين حركتي فتح وحماس ساهم بشكل أو بآخر باستهداف الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الغاصب بشكل كثر حدةً وعدوانية ، ويتجلى ذلك بمظاهر القمع والاعتقال والاستيطان ومصادرة الأراضي وسواها من الأمور ؟ .

الدكتور عادل : بالنسبة للتناحر السياسي بين حركتي فتح وحماس ، كان من الأمور الهامة التي تعلق إسرائيل آمالها عليه بأن تبقى سبل المصالحة مغلقة وإلى ما لا نهاية وهي تدافع بكل قوتها ضد أيّة تقارب بين الحركتين ، واعتبرت ذلك من الفرص الذهبية التي لا يمكن توفرها في أوقات لاحقة ، من حيث مسارعتها إلى مضاعفة أنشطتها الاستيطانية وممارساتها العنصرية تجاه الفلسطينيين عشرات المرات ، ونظراً لأهميتها بات "أبومازن" يعتبرها ورقة رابحة يهدد بها أمام إسرائيل ، لخشيتها من انتقال الأيديولوجيا التي تتبناها حركة حماس إلى الضفة . وبالتالي فقد عملت على إضعاف الموقف الفلسطيني لدرجة أن إسرائيل اتهمت "أبومازن" بأنه لا يسيطر إلاّ على جزء فقط من الضفة الغربية ، ومن ثم ليس بوسع الإسرائيلي عقد سلام معه .

 

*** موقع شمس برس : كثيراً ما نسمع بأن الدول العربية تدعم فلسطين ، والبعض منها يدعمها مادياً أو سياسياً ، ولكن الدعم السياسي لا يحقق شيئاً لأنه ليس فاعلاً على المستوى العالمي بدليل عشرات القرارات التي أصدرتها القمم العربية السابقة والاجتماعات المماثلة التي عقدتها الجامعة العربية ، وجميعها تؤكد إصراراً عربياً لدعم قضية فلسطين العادلة ، ولكنها جميعها تبقى حبراً على ورق ، وهذا ما ينسحب بالتأكيد على القمة الأخيرة التي احتضنتها الكويت والتي أعربت في قراراتها عن تضامنها ودعمها لقضية فلسطين ماذا تقولون بهذا الخصوص ؟ .

الدكتور عادل : بالنسبة لمواقف الدول العربية ، فإنه وعند العودة إلى الأرشيف السياسي الخاص بها وبعلاقتها بالقضية الفلسطينية بشكلً خاص فإنها ولا شك محبطة ولا تشكل الحد الأدنى المطلوب منها ، وهي متراجعة كلما مر الزمن فمنذ لاءات الخرطوم في آب / أغسطس العام 1967 وإلى الأن ، لم تقم الدول العربية بأيّة خطوة يمكن احتسابها لها أو يمكن تسجيلها لصالحها ، وجميعنا رأى وسمع ما تمخضت عنه قمة الكويت ، حيث جاءت كأعجز ما يكون ، ليس بالنسبة للقضية الفلسطينية وحسب بل لعامة القضايا العربية سواء بالنسبة للأحداث في سوريا أو التي تحيط بمصر أو السودان أو اليمن وغيرها من القضايا العربية الأخرى ، أو حتى من خلال تنظيم علاقاتها بالنسبة إلى الدول الأخرى ، ورأينا كيف تحولت القمة من بيان إلى إعلان ، ما يدل على أن هناك انحدارات أخرى ، لا يمكن معها استشراف مستقبل أفضل . وفي ضوء ذلك فأنا لا أميل إلى التفاؤل وإن في المستقبل المنظور .

 

*** موقع شمس برس : كلماتكم الأخيرة لقراء شمس برس .

الدكتور عادل : أتمنى أن أكون قد أوصلت بعض رؤياي السياسية وأن لا أكون قد سببت إزعاجاً لأحد حينما تحدثت بموضوعية ، مع العلم أنني قيّدت نفسي ذاتياً ، وتركت الكثير مما قد لا يروق للبعض سماعه . وبهذا أود أن أتقدم لموقع شمس برس الإخباري العريق (أستراليا) ومديره العام الدكتور جميل بغدادي والعاملين بالشكر والتقدير لما يبذلونه من جد وجهد في أداء رسالتهم على أفضل حال ، كما أتمنى للجالية العربية هناك ، أن تكون متماسكة أكثر بالالتفاف حول إيصال الرسالة العربية الحقيقية إلى المجتمع الأوسترالي ، لا سيما وأن هناك نظرة لا تزال في غير محلها لدى الحكومة الأوسترالية باتجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ خاص . وشكراً لكم .

  

              ونحن بدورنا نشكر ضيفنا الكريم في هذا الحوار الهادف والممتع الأستاذ العزيز الدكتور عادل محمد عايش الأسطل الذي خص به موقعنا الإعلامي ، كما يخصنا بمقالاته الرائعة التي يعبر من خلالها عن نبض الشارع الفلسطيني ، ونشكر له إجاباته بكل حرفية وموضوعية وشفافية ، وكل الشكر لكلمات الإطراء التي أحاط بها موقع شمس برس في نهاية اللقاء ، وأقول له إن موقعنا الإعلامي المتواضع حريص كل الحرص على تغطية مجمل الأخبار العربية والعالمية وأخبار أستراليا وجالياتها العربية ، وإجراء اللقاءات مع الشخصيات العربية المتميزة سواءً التي تقطن أستراليا أو التي تزورها لتسليط الضوء على إنجازاتهم وتعريفهم بقراء شمس برس .

 




- انشر الخبر -