ماذا قال د. جواد الأغا عن م. يحيى الاسطل


تم النشر 02 أغسطس 2018


عدد المشاهدات: 1853

أضيف بواسطة : إبراهيم محمد


في مقال له بعنوان "التهنئة لأبي عمر والدعاء لأبي المعتز" أعرب الدكتور جواد الأغا عن شكره وتقديره لجهود المهندس يحيى الأسطل، وذكر بعض المواقف المشرفة التي عاشها معه، نترككم مع المقال كاملاً

حضرت اليوم مراسم إسدال الستار عن سنوات ست عاشتها بلدية خان يونس برئاسة رئيسها أخي الكبير عميد مهندسي خان يونس م. يحيى محيي الدين الأسطل (أبي عمر) ليقود بعدها الدفة الصديق العزيز الحبيب م. علاء الدين البطة (أبي معتز).... أثناء تلك المراسم وجدت أن نفسي تنسل بهدوء من بين صخب الحفل والكلمات والامنيات والدعوات وتتجه بهدوء شطر ركن اخر بعيد عن مكان وزمان الحفل... فأصر عقلي رغم أنفي على استرجاع محطات وصور من تلك السنوات... وأصرت عيناي على تدقيق النظر ومعاودة التدقيق في وجه ابي عمر الصبوح المبتسم... واستعرضت ذاكرتي عشرات من المواقف الشخصية التي جمعتني بأبي عمر في مجالات شتى كلها تشي بنفسية طيبة وخلق نموذجي وتواضع كبير وعفة منقطعة النظير.... توقفت عند بعضها...

سأسرد ثلاثة مواقف منها علني أكون قد أوفيت الرجل بعضا من حقه خاصة وأن الرجل بتقديري قد ظُلم وتحمل الكثير وجلده الكثير وبالغ البعض في توجيه الأسهم له..... مع التنويه إلى أنني لست هنا سياق تقييم السنوات الست بما لها وما عليها والتي لا يمكن تقييمها خارج السياق الوطني العام في ظل الانقسام والحصار ولست في إطار تقييم نمط أبي عمر في إدارته للبلدية فهذا له مكان ومنهجية أخرى... أذكر هذه المواقف عن أبي عمر الانسان الذي عرفته وأتشرف بعلاقتي القوية به ...واتعلم منه ولا أستطيع مجاراة بساطته وزهده وورعه وهمه وحرصه الصالح العام وحلمه تجاه المسيئين....

أولاً: أن أبا عمر كان يقتطع جزءا من راتبه ويضعه في صندوق خاص في البلدية خصصه لحالات طارئة كمساعدة موظف بسيط او مواطن لا يستطيع دفع ثمن خدمة!!!! وعندما سألت عن السبب في ذلك قيل لي ان ذلك نظير استخدامه لمركبة البلدية احيانا في قضاء حاجات شخصية .... وفي اخر عدة أشهر من عمله في البلدية فقد اشترى مركبة خاصة شخصية كان يتنقل بها..... فأين الرجل من اصحاب المواكب... وأين أصحاب المواقع من ورعه وعفته....

ثانياً: عندما كدت أن أبتلى برئاسة البلدية قبل أكثر من عام – وقد من الله عليّ بأن صرفها عني فلله الحمد والمنة ملء السماوات والأرض – جاءني الرجل ضاحكا مبتهجا ناصحا موصيا فوضع نفسه وخبرته ووقته تحت تصرفي... وأخبرني أنه جاهز ليداوم متطوعا في البلدية مستشارا او موظفا أو مكلفا بأي مهمة لشهر او ستة أو اكثر حسبما أريد... وقد أعطاني توصياته وملاحظاته وملفا يحتوي الكثير من التقارير والإحصاءات والمؤشرات.... فأي رئيس زاهد متجرد هذا... فهو يتوق لترك المكان لكنه يريد ان يخدم جنديا متطوعا للصالح العام.....

ثالثا: عندما حدثت واقعة الاعتداء الاخيرة عليه زرته ليلتها مؤازرا غاضبا ضاقت عليّ الأرض من هول ما حدث فوجدته هادئا مبتسما... وخلال الايام التالية لما حدث كنت حريصا على الالتقاء به يوميا من باب المساندة والدعم ولو نفسيا... فكان جل همه النظام والقانون وقد تنازل عن حقه الشخصي من أول لحظة كما يفعل الكبار حتى أنني سألته بعد يومين – من باب الفضول - عن هوية من الشخص الذي قام بالاعتداء عليه فأقسم لي أنه لا يعرف من هو ولا من أي عائلة.... فهو غير معني بذلك.... أي حلم وأناة تلك التي يمتلكها بين جنباته والتي علت به على الإساءة والإهانة وأبقته في مصاف الكبار... 
هذا غيض من فيض من جوانب مشرقة لشخصيته فألف مبارك له الفكاك من ربقة المنصب العام الأخطر والأصعب.... وأسأل الله ان يجزيه خيرا ويجعل ما قدم في ميزان حسناته وأن يغفر له إن جانب الصواب وأن يبارك له في صحته وعمره وذريته....

أما الحبيب م. علاء فلي معه مواقف مشرقة كثيرة تنم عن شخصية واعية منفتحة دبلوماسية وطنية جامعة... فالله أسأل أن يعينه ويوفقه وييسر له العسير ويهيئ له من أمره رشداً وأن يكن له عونا ونصيرا ومعينا وأن يمكنه من خدمة أهل خان يونس بما يرضي الله عز وجل... نتوسم في أخينا أبي المعتز الخير الكثير والصلاح والهمة العالية ونذكره بنصيحة أبي عمر له خلال كلمته اليوم في حفل التسليم (( لا يجوز أن تعطي من لا يستحق شيئا ولو كان حزبا أو تنظيما أو شخصا أو غيره فهذه أمانة ستسأل عنها... ولا تتخذ أمراً إلا بمشاورة ذوي الاختصاص والرجوع إليهم))

نسأل الله الخير والرشاد والازدهار لخان يونس

 




- انشر الخبر -